مصلحة الشعب في الإسراع بتشكيل الحكومة ..
بقلم : أياد السماوي …
ثلاثة أيام فقط تفصلنا عن ساعة المواجهة الحقيقة وساعة إماطة اللثام عن منهج الكذب والتزييف ومحاولات الترهيب والترغيب , ثلاثة أيام فقط تفصلنا عن الحقيقة التي لا مفرّ منها .. فالكتلة الصدرية التي رفعت شعار حكومة الأغلبية الوطنية وحكومة اللا شرقية واللا غربية على موعد مع الفشل الحتمي ومحاولات الاستحواذ على القرار السياسي الشيعي ومحاولات الهيمنة على مفاصل الدولة الاقتصادية والأمنية .. وليس أمام الكتلة الصدرية وزعيمها مقتدى الصدر فيما لو فشل في تحقيق نصاب جلسة انتخاب رئيس الجمهورية , إلا الوفاء بالوعد الذي قطعه على نفسه وأقسم عليه بدماء أبيه أمام السيد قاآني والذهاب إلى المعارضة .. فمن المعيب والمخجل على أيّ زعيم سياسي أن يتراجع عن وعده وقسمه طمعا في كعكة السلطة المدهونة بآلام هذا الشعب خصوصا إذا كان هذا الزعيم جزء من حالة الانقسام والتشرذم التي يعاني منها المكوّن الشيعي حاليا , وكذلك جزء من الآلام التي تجرّعها شعبنا بمرارة والتي كان الصدريون جزء لا يتجزأ عنها .. فما على زعيم الكتلة الصدرية إلا النزول عند وعده الذي قطعه على نفسه والذهاب إلى المعارضة فيما لو فشل بالتعبئة لمشروع حكومته اللا شرقية واللا غربية الذي بات في حكم المنتهي .. والصدق في الوعد هي علامة المؤمن , كما جاء في قوله تعالى ( واذكر في الكتاب إسماعيل إنّه كان صادق الوعد ) ..
وإن كانت هنالك مصلحة عليا لهذا الشعب , فهذه المصلحة تكمن في الإسراع بتشكيل الحكومة وتسيير أعمال الناس ومصالحهم المتوّقفة , وإنهاء حكومة تصريف الأعمال بقيادة مصطفى الكاظمي التي يشّكل التيار الصدري عمودها الفقري , وإنهاء معاناة الناس الاقتصادية والأمنية والخدمية .. وإذا كان الدستور قد أناط مهمة تشكيل الحكومة للكتلة الأكبر , فها أنا اتحدى زعيم الكتلة الصدرية أن يعلن للشعب والرأي العام العراقي عن عدد نواب كتلته من الشيعة فقط , فإذا كانت الكتلة الصدرية هي الكتلة الأكبر شيعيا , فوالله وبالله هي صاحبة الحق المطلق في تشكيل الحكومة القادمة , وإن كانت غير ذلك فعلى زعيم الكتلة أن لا يستقوي بغير الشيعة في تحديد الكتلة الأكبر , لأنّ رئاسة الوزراء هي حق حصري للمكوّن الشعي , وليس للآخرين أي حقّ في التدّخل في هذا الشأن الذي يعني المكوّن الشيعي .. وبحسب معلوماتي المؤكدّة أنّ تحالف الإطار التنسيقي يتكوّن من 83 نائبا شيعيا فقط ومن دون أي عضو غير شيعي , فإذا كانت الكتلة الصدرية تملك أكثر من هذا العدد فليعلنوا عن تلك الأسماء وبالتواقيع .. كما وعلى الأطراف الأخرى من غير الشيعة أن لا تتدّخل في موضوع الكتلة الأكبر ويتركوا الخصمين الشيعيين أيّ منهم سيشّكل الكتلة الأكبر , أو يذهبوا معا في كتلة واحدة .. وإن كنت لا زلت أطالب زعيم الكتلة الصدرية مقتدى الصدر الإيفاء بوعده والذهاب إلى المعارضة وأذكره أنّ المؤمنين عند وعودهم ..
أياد السماوي
في 23 / 03 / 2022