كتاب: القطيع (HERD)
بقلم: كاظم فنجان الحمامي ..
يُعنى هذا الكتاب بكيفية تغيير السلوك الجماعي من خلال تسخير طبيعتنا الفطرية، فبمجرد قراءته، ستفهم سبب اعتبار المؤلف (مارك إيرلز Mark Earls) من الخبراء الذين يستحقون التكريم. .
كانت هنالك بعض المفاهيم السائدة قبل تأليف هذا الكتاب، مفادها أن السلوك البشري يمكن فهمه بشكل أفضل من خلال دراسة نفسية الأفراد، ثم تبين فيما بعد أن تلك المفاهيم لم تكن صحيحة. فقد قدم لنا علماء السلوك أدلة قاطعة على أن الانسان مصمم ليكون عنصرا فاعلاً في الوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه، أو بالأحرى عنصراً في (القطيع) إن صح التعبير. .
يطبق المؤلف (مارك إيرلز) هذه الأدلة على الآليات التقليدية المعتمدة في التسويق وفي سلوك المستهلك، ويرى أن الأمر يتطلب إعادة التفكير الكامل في هذه الموضوعات. فيستعرض مجموعة من الأمثلة والحكايات غير العادية لفتح ذهن القارئ ومساعدته على اتخاذ قرار الاستثمار في أسواق الأوراق المالية، والتأكيد على اهمية الاستفادة من الفرص المتاحة. وكيفية رسم السيناريوهات اللازمة للتعامل مع تقلبات السوق، من هنا حظي الكتاب بنصيب واسع من الاهتمام في إطاري التخطيط وتحليل السياسات في مختلف قطاعات التطبيق ومنها سوق الأوراق المالية. .
ويضرب لنا المؤلف حزمة من الأمثلة حول سلوك القطيع أو التقليد أو الموضة أو شلالات المعلومات أو إتباع القائد، وغيرها من الأساليب التي تفسر التشابه في سلوكيات و تصرفات المستثمرين في السوق. سيما أن تفكيرنا يتشكل من خلال تراكم مفاهيم خاطئة. وهذا هو السبب الرئيس لفشل معظم المبادرات المصممة لإحداث تغيير حقيقي، والحالة نفسها تنسحب على الأموال التي تنفقها الشركات الكبرى في تسويق منتجاتها دونما جدوى. فيفتح المؤلف أعيننا على طرق جديدة للتفكير في السلوك البشري، وتأثيره على أداءنا. .
يعد المؤلف من كبار الخبراء في مجال العلاقات التجارية والتسويق والسلوك الاجتماعي. وشغل مناصب عليا في أفضل الشركات نفوذاً في العالم، وكان قبل ذلك مديراً للتخطيط في شركة سانت لوك للاتصالات في لندن. .
ويحذر في خاتمة كتابه من السلوك الذي يتخلي فيه الفرد عن قراره لصالح الجماعة، وكثيرا ما يتجلي هذا السلوك عند تراجع الأسواق أو انهيارها حيث يصاب المستثمرون بهستيرية بيعية خوفا من الخسارة وفقدان رؤوس أموالهم، وهو ما يسمي بيع القطيع، حيث تكون العروض دون طلبات، فيسري البيع الهستيري والشراء المحموم بلا تخطيط وبلا إدراك. .