حول أستئثار النرجس بتنفيذ مشاريع اعمار البصرة
بقلم : عبدالحسين عبدالرزاق …
اثارت انتقادات رئيس اتحاد المقاولين لزيارة المحافظ لموقف
او كراج آليات شركة النرجس موجة
من الغضب من قبل انصار المحافظ
حيث اعتبرها البعض تعبيرا عن محاولة للتقليل من قيمة نجاحات المحافظ فيما وصفها آخرون بانها
تعبير عن حسد لنجاح شركة النرجس
وحتى نقطع دابر هكذا تحليلات غير دقيقة ورجم بالغيب اقول للاخوة الذين هاجموا رئيس اتحاد المقاولين
في البصرة ما يلي :-
اخواني واعزائي
ليس كل نقد او احتجاج يعبر عن حسد او غيرة
وحتى لو كان الامر كذلك فهو مفيد في النهاية
بالنقد يمكننا ان نصلح ماهو خطأ وان نرى مالم نكن قد رأيناه من قبل
ولنا في قول الشاعر
عين الرضا عن كل عيب كليلة
لكن عين السخط تبدي المساويا
فما تعتقده انت وغيرك نجاحا قد لا يعتبره الآخرون نجاحا وربما يظهرون لك العيوب من حيث لا تعلم
اما بالنسبة لشركة النرجس فهي ومهما كان نجاحها فان حصر كل المشاريع بها وحدها يبقى امرا غير صحيح للغاية ويثير حوله الشبهات
وهكذا هو شأن جولة المحافظ بين آلياتها وامتداحه لها فانه امر غير صحيح ايضا فلاحالة المشاريع على الشركات تعليمات حددتها وزارة التخطيط ومنها ان تكون هناك مناقصات يعلن عنها في الصحف وكل وسائل الاعلان الاخرى
ومن الشروط الاخرى ان تحال المشاريع على الشركة التي تقدم اقل العطاءات سعرا
كما ان الاحالة المباشرة غير جائزة ابدا ولا تقبل اي مبرر وان اقتناع
المسؤول التنفيذي واعني به المحافظ بقدرة هذه الشركة على الاضطلاع بما يناط بها من مهام لا يعطيه الحق في اسناد الاعمال او الانحياز لها ايضا لان هذا باب من ابواب الفساد غير المنظورة
كما ان لجميع الشركات الاخرى الحق في التنافس الايجابي فهو وحده الذي يستبعد الشبهات ويضمن للبصرة او غيرها ان تكون لديها عدة شركات وليست شركة واحدة
وقد كان في ما تحدث به رئيس اتحاد المقاولين ما يجب ان يؤخذ به وان يدرس دراسة مسؤولة وان ينظر
في ما ذكره من ملاحظات بصورة جدية فأن في اهمال هذه الملاحظات وتجاهلها خسارة للبصرة
لا اريد التعليق على ما كان يجب ان يكون في البصرة من اعمال غير هذه التي توصف بانها من انجازات المحافظ وربما لدى اصحاب الاختصاص ملاحظاتهم التي لا نعرفها او نجهلها ويجهلها المحافظ نفسه ايضا
البصرة الآن في حاجة الى ان نفتح ابواب فرص العمل امام الاف العاطلين عن العمل و البصرة في حاجة الآن الى توطيد دعائم الامن و القضاء على النزاعات العشائرية و البصرة في حاجة الى تشغيل الشركات العملاقة المتوقفة عن العمل منذ سنوات عديدة و البصرة في حاجة الى الاهتمام بالمدارس و المستشفيات وتطوير خدماتها وتجهيزها بالاجهزة الضرورية للكشف عن الامراض وتقليل عدد الوفيات وغير ذلك و البصرة في حاجة الى الحزام الاخضر الذي يضمن لها بيئة صالحة للعيش
وهناك اشياء اخرى كثيرة فالبصرة في حاجة لها اكثر من حاجتها الى الكورنيش ومنها نظافة المدينة فالبصرة تعد من المدن التي تكثر فيها اكداس النفايات في الشوارع و الازقة وهي من المخاطر والتحديات الصحية التي تسببت في زيادة اعداد المرضى وحولت مركز المدينة الى عيادات طبية غير فاعلة و انما اصبحت دكاكين للدواء غير المدروس و المقيم من الناحية الصحية
و البصرة بحاجة الى بناء مراكز ثقافية و اعلامية مهمة وضمان الحرية لها في ان تنتقد الصغيرة و الكبيرة من غير ان يكون الناشر عرضة للمساءلة او الملاحقة او المضايقة
و البصرة الآن في حاجة الى الاهتمام بقضايا المواطنين ومد جسور التعاون معهم وبناء علاقة شفافة وطيبة مع جمهور اهل البصرة كلهم و اشعار الجميع بانهم سواء في الحقوق و الواجبات
هذه الامور وغيرها لم يلتفت لها السيد المحافظ ولم يوليها اهتماما ووفق هذا المعيار فانه لا يمكن اعتبار ما قام به المحافظ حتى الان نجاحا كبيرا كما يعتقد البعض
ان النجاح الحقيقي هو في وجود حكومة ترعى المواطنين جميعا وتهتم بكل قضاياهم وتستمع لشكاواهم وتحل مشاكلهم وتستجيب لمطاليبهم المشروعة ووفق القانون وتقدم الاهم على المهم وهذا ما لم نجده حتى الان فحكومتنا المحلية حكومة طغيان وغطرسه وهذا هو ابرز مظاهر فشلها و ابتعادها عن كونها حكومة فعلية او حكومة ناجحة