[ صنمية الطغيان الحاكم في العراق ]
بقلم : حسن المياح ..
وكيفية التعامل معه ومعها …
《 الإمام الحسين عليه السلام النموذج الحر الواعي الثائر 》 — الحلقة الخامسة عشرة —
** عرض نماذج تفسيرية جزئية للنهضة والثورة والتضحية الحسينية **من التفسيرات الجزئية لنهضة وثورة وتضحية الإمام الحسين عليه السلام هو التفسير القائل بإجبار الإمام الحسين على مبايعة يزيد بن معاوية على أنه الخليفة الشرعي للدولة الإسلامية ، وهذا ما رفضه الإمام الحسين بكل قوة وعزم وإرادة ، مما عرضه لخطر التصفية الجسدية قتلآ ، وحتى لو كان متعلقآ بأستار الكعبة ، مما دعى الإمام الحسين أن ينهض بثورته ويعلنها ، وأن رفضه هذا ، هو الذي أدى به الى أن يقتل …. وعليه كانت تضحيته بسبب رفضه لبيعة يزيد أن يكون خليفة شرعيآ يحكم بإسم الإسلام ….. إن موضوع البيعة يحتاج الى توضيح وشرح مفصل حتى نتبينه بدقة ، ومن بعد ذلك يكون هل بالإمكان إعتباره سببآ جوهريآ أساسيآ عميقآ لما هي نهضة وثورة وتضحية الإمام الحسين ، أو أنه سبب جزئي ، يعالج قضية النهضة والثورة والتضحية الحسينية ….. ولنناقش البيعة بالمفهوم السياسي الحديث لما هي المصطلحات التي تشم منها رائحة السياسة والحاكمية والإنتخاب والإقرار ، لما للبيعة من علاقة بهذه المفردات …. البيعة هي إعطاء الشخص رأيه في إنتخاب الفرد الذي يرشح نفسه ليتصدى الى موقع سياسي حاكم ما ( وإن كانت سابقآ في العصر الإسلامي الأول المتقدم أنه يخص منصب الخلافة والولاية …. ) ، ويقدم طاعته له على أنه مسؤول سياسي حاكم شرعي ، وأنه المدين له طاعة تنفيذ لما يصدره من تشريعات وقوانين وأوامر وقرارات ، إعتمادآ على إنتخابه له ، بأن يكون في هذا الموقع والمنصب …… والبيعة مرة تكون على أساس أن الناخب حر في من يريد أن ينتخبه ، من دون ضغط أو إكراه ، وهذه هي الديمقراطية التي عنها يتحدثون ، ويقولون فضفضة هراء كلام لاهث مجتر ، بأن تأسيسها ، وتشريعها ، هو غربي ، وأن أساسها هو من الغرب الرأسمالي المتطور المتحرر ….. ؛ وما دروا أن أساس الديمقراطية — من حيث هي آليه ووسيلة إنتخاب حاكمية — هو الإسلام ، الذي سبق ديمقراطية الغرب الرأسمالي ، تأسيسها آلية حكم ، ووسيلة وجود حاكمية ، من خلال قضية البيعة التي تحدثنا عنها الآن …… ؟؟؟ !!!والبيعة مرة أخرى تكون بالقهر والقوة والإجبار والعنف ، لما يراد إنتخاب فرد شخص بعينه ….. ، وهذه هي الدكتاتورية ، التي أساسها هو الإنحراف عن خط إستقامة حرية الناخب في إعطاء رأيه وصوته وتسليم وجوده الشخصي ، محكومآ بالإجبار وفرض القوة التي تلزم ، وتحقق ، وتؤكد ، وتشرعن …. والدكتاتورية بهذا المفهوم ، هي نوع من البيعة القسرية التي تفرض إنتخاب فرد شخص بعينه لا غير ، مثلما هو لما أريد ليزيد بن معاوية أن يكون حاكمآ خليفة على المسلمين بالقهر والإجبار ، والقوة والعنف ، والقتل وقطع الأرزاق ، وبمختلف ألوان التعذيب الذي هم فيه متفنون ، ويجيدون ، ويحسنون الصنع في إنزاله على من لا يريد أن ينتخب الفرد الشخص الفارض وجوده حاكمآ ، بأي سبب من الأسباب ( وسنأتي لتوضيحها ) …… وهذا ما تمتاز به الماركسية بإشتراكيتها وشيوعيتها ، وبدءآ من شروق شمس القرن التاسع عشر ، وما يأتي بعده من تمكن فرض حاكمية ماركسية بأنواعها المتعددة المختلفة من حيث ألوان وجودات الإشتراكيات والشيوعيات ، التي أخذت تتساقط تباعآ محوآ ، وحذفآ ، وتنازلآ ، ومغادرة ، ونبذآ ، طوعيآ ذاتيآ عما هو وجودها نظام سياسي إجتماعي عادل يقود الحياة ….. وأنهم يفخرون ، ويفتخرون ، ويهللون ويهلهلون ، ويمجدون ذلك ….. على أنها نظام سياسي إجتماعي صالح يقود الحياة ….. فالديمقراطية والدكتاتورية هما نوعان من ألوان البيعة الإسلامية ( الشرعية ، لما يملك الفرد الناخب المبايع حريته في الإنتخاب …. والمنحرفة ، لما يجبر الفرد الناخب المبايع ، وتسلب منه حرية التصرف والسلوك الحر في الإنتخاب …. ؟؟ ) ، ولم يبدع الغرب بأي واحدة منهما أن تكون آيدلوجية حاكمة ، فارضة نفسها نظامآ سياسيآ إجتماعيآ يقود الحياة ….. حياة الدولة بمؤسساتها ، وحياة الإنسان المواطن ….. ، لأن الإسلام قد سبقها التأسيس لذلك …..؟؟؟فنظام الإنتخابات الذي تقيمه الدول في كل العالم ، هو نوع من ألوان البيعة ، على إختلاف ممارسات النوع الذي هي ( الدول ) تريدها ، وتقررها ، وتعمل عليها …… والعراق هو الآخر الذي لم يخرج عن مألوف تلك الدول ، وممارساتها ….. فأي مدنية ، وأي تحضر ، حديث معاصر ، غربي أو شرقي ، عنه تتحدثون ، وبعالي أصواتكم الليبرالية الغاشة التي تدعون تلعلعون …. ، وتقولون أن الغربي ، أو الشرقي …. مدني ، ليبرالي ، متحضر ، وأن آيدلوجياتهما ، هي أفضل عقيدة تقذف من رحمها نوع قيام نظام سياسي إجتماعي صالح يحكم ، ويقود الحياة …… ولا قيمة لنظام الإسلام في السياسة والإجتماع ، أن يؤسس نظامآ يقود الحياة لما هو عليه ( كما تبثولون ، وتهلوسون ، وتهرطقون ، ..ّ…..وتنشرون ، وتعلنون ، وتكذبون ، وتدجلون ، ….. ) من تأخر ، وتقوقع ، وجهل ، وجمود ، وتخلف ….. ، وما الى ذلك من أقاويلكم الفهيهة الفاسدة المجرمة الكاذبة المدلسة المسمومة البائسة الخادعة ……..فالإنتخابات هي بيعة ، وهي مسؤولية كبرى يتحملها الفرد الناخب ، ويكون وزرها عليه أولآ وأساسآ ، ولذلك نقول أن الشعب العراقي الذي يدلي بصوته في الإنتخابات هو المسؤول عما يجري في العراق خيرآ ، أوشرآ …. لأنه هو المؤسس لوجود مثل هذه الحكومة التي تتسلط وتحكم …… ؟؟؟ فالبيعة تعني منح صوت المواطن الناخب ، لفرد مرشح تأهيل حاكمية وتحمل مسؤولية ، وإنه إقرار واضح ، لما سيؤول اليه صوته ، من مستقبل شرعية حاكمية ذلك الشخص المنتخب ، وأنه المقدم له طاعته على طبق من ذهب ….. وليس من حق الناخب المقر بالبيعة ، بعد ذلك ، أن يتأفف ، ويولول ، ويندب حظه التعس الذي أجرم ، ويقول أن الحكومة هي مجرمة ، وفاسدة ، وظالمة ، وما الى ذلك من ألوان الإفرازات الوصفية والنعتية التي يطلقها ، وهو البطل الفذ المؤسس لهذه الحكومة ، والمشرعنها ، بإعتبار أن الشعب هو مصدر السلطات ، وهو فرد من أفراد ذلك الشعب ، الذي إنتخب ، وبايع ، وأقر الطاعة لمن بايعه حاكمآ ….. ؟؟؟ !!!وأخيرآ نقول أن البيعة هي عرض قبول سلطان حاكم ….. . فمرة يكون العرض مفروضآ ولازمآ لما تطلب الحكومة التي هي في موقع وجود سلوك فرض حاكمية ، وأنها المتمتعة بسلطانها الفارض ، البيعة من الشعب ( الأمة ) ، لحاكم هو أساسآ معينآ مسبقآ لأمر ما ، وبسبب من الأسباب التي سنوضحها بعد ، مثل يزيد بن معاوية ….. ومرة يكون عرض البيعة مفتوحآ متاحآ إختيارآ لمن عين مسؤولآ حاكمآ منتخبآ شعبيآ ( من قبل الأمة ) كما في خلافة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، وأنه تصدى لإشغال الموقع والمنصب بجدارة إنتخاب نزيه ، وأنه المستعد لتحمل أداء المسؤولية ، وحفظ الأمانة ……وسنكمل التفصيل لكل ما ورد من أمور تباعآ في الحلقات المستقبلة القادمة …..حسن المياح – البصرة .