بقلم: سرى العبيدي _ طالبة دكتوراة نظم معلومات ✍️
يتسم التخطيط للتقدم الاقتصادي والاجتماعي بوجود مركز تتمركز فيه مسألة اتخاذ القرارات التخطيطية الرئيسية، وأن يكون له صفة الإلزام على كل المستويات، وهنا تبرز ضرورة المشاركة الفعالة للجماهير ومنظماتها في صياغة القرارات التخطيطية، قبل أن تأخذ شكلها ومحتواها النهائي.
ولذلك اتجه العديد من صانعي القرارات السياسية إلى إنشاء وحدات ملحقة بأروقة الحكم لتساعد على تقديم المعلومات وتحليل ما يريد التوصل إليه صانع القرار السياسي.
عملية صنع القرار السياسي هي عملية بالغة التعقيد نظرا لارتباطها بأجهزة عديدة تقوم بالإعداد والتجهيز لصنع القرار واتخاذه ومتابعة تنفيذه ومدى نجاحه في تحقيق الأهداف المرجوة.
وأي قرار تقوم السلطة السياسية الحاكمة بإصداره يوصف بأنه سياسي سواء كان داخليا أو خارجيا ما دام له تأثير شامل على المجال الاقتصادي أو الاجتماعي أو العسكري أو غير ذلك.
والقرار السياسي تصنعه الصفوة الحاكمة، وهو مرتبط بها دائما في كل الأنظمة مهما اختلفت مسمياتها.
ومهما قيل عن تقسيم السلطات الداخلية وفصلها، فإن القرار السياسي تصنعه هذه الصفوة، ويقوم باتخاذه من هو على قمة هرم السلطة أي الحاكم الفعلي الأول في البلاد.
تتأثر عملية صنع القرار السياسي بالعديد من العوامل التي يغلب عليها الكثير من التداخل والتشعب.
ومنها العوامل الشخصية والنفسية والثقافية للمشاركين فيها فضلا عن البيئة الاجتماعية التي خرجوا منها وتكوينهم السياسي وانتمائهم الحزبي وتجاربهم السابقة وقدراتهم الشخصية ومدى قبولهم جماهيريا.
ومن ناحية أخرى، فإن للعوامل النفسية والشخصية الأثر الأكبر في صناعة القرار، وهي عوامل قد لا تظهر مع البدايات السياسية لصانع القرار، ولكنها تكشف عن نفسها عند تعرضه لمواقف تتسم بضغط نفسي شديد.
العناصر الأساسية لنموذج اللاعب العقلاني أو الرشيد تتمثل بـ:
1- الأهداف والغايات: التي يقوم اللاعب العقلاني بوضعها من خلال الأهداف المفضلة التي توضح قيمة المنفعة.
2- الخيارات: ويجب على اللاعب العقلاني اختيار البديل أو الخيار من بين الخيارات المطروحة خلال عملية صنع القرار السياسي.
3- النتائج: لكل بديل أو خيار من الخيارات المطروحة عدة نتائج محتملة تسمح للاعب العقلاني بأخذها في الاعتبار مما يمكّنه من اتخاذ الخيار أو القرار العقلاني أو الرشيد.
4- الخيار: الخيار العقلاني أو الرشيد هو عبارة عن اختيار البديل أو الخيار الذي يحقق أعلى مكاسب أو فوائد ممكنة..
نتمنى أن نوفق في بحثنا هذا الى التوصل الى مقاربة واقعية لكيفية أتخاذ القرار وصناعته لدى الدول التي أشرنا اليها تجاه العراق وأيران، وقد ركزنا على صناعة القرار لدى الدول المعنية، ولم نركز كثيراعلى صناعته في كل من أيران والعراق، إنسجاما مع عنوان البحث المطلوب، وعلى أعتبار أن البلدين مستهدفان وبتلازم من قبل تلك الدول.
لكننا أفردنا جزءا كبيرا من البحث لدراسة مفهوم صناعة القرار السياسي، وهو مفهوم ليس حديث على أدبيات السياسة، ويحتاج الى إغناء وجهد كبيرين، نحسب أننا لامسناه بحد معقول.