قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ..
بقلم أياد السماوي ..
لا شّك أنّ الشعب العراقي ينتظر بفارغ من الصبر تشكيل الحكومة الجديدة بقيادة الأخ محمد شياع السوداني , ولا شّك أنّ الآمال المعقودة على هذه الحكومة المنتظرة كبيرة جدا , كما أنّ التحديات الجسام التي تواجه هذه الحكومة كبيرة هي أيضا , ولعلّ أهم هذه التحديات هي إزالة آثار حكومة مصطفى الكاظمي الأفسد في التأريخ العراقي المعاصر , ناهيك عن الوعود التي ألزم بها نفسه رئيس الوزراء المكلّف والتي تتعلّق بالخدمات والأمن ومحاربة الفساد , وأنا شخصيّا أعرف السيد السوداني عن قرب منذ أكثر من عشر سنوات , وأستطيع القول هو الخيار الشيعي الأكفأ والأفضل والأنزه والأكثر قدرة على انتشال البلد من المحنة التي خلّفتها حكومة مصطفى الكاظمي , وحين نقول أنّ السوداني هو الخيار الشيعي الأفضل , فهذا الأمر مشروطا بإعطائه الحريّة الكاملة في اختيار كابينته الوزارية بنفسه ليكون هو مسؤولا عن كامل أعضاء حكومته .. وبدون توّفر هذا الشرط وأعطاء الأخ السوداني حريته الكاملة في اختيار وزرائه ونبذ مبدأ توزيع الكعكعة القذر وعدم العودة إليه بشكل نهائي ومن غير رجعة , فإنّ البلد لن تقوم له قائمة ولن يجني الشعب من هذه الحكومة سوى الويلات والآلام والدمار , وإذا ما تمّت العودة لمبدأ توزيع الكعكة سيء الصيت على المتحاصصين , فمن المؤكد أنّنا ذاهبون إلى نهايتنا وسنحفر قبورنا بأيدينا ..
ومقتدى الصدر الذي سحب نوابه الثلاثة والسبعون من مجلس النواب العراقي ورفض بشكل قاطع العروض تقدّمت له بالاشتراك في هذه الحكومة , ليس من أجل أن تتقاسم أحزاب وكتل الإطار التنسيقي والسنّة والكرد الكعكة فيما بينهم , وأنا أقول للجميع شيعة وسنّة وكردا إذا ما قرّرتم الذهاب على مبدأكم القديم الذي سرقتم به موارد البلد وأوصلتموه إلى هذا الوضع المؤلم الذي يعيشه الشعب العراقي , فوالله والله فلن تكون لكم قبورا وستكون المزابل هي قبوركم .. وكلامي لكم جميعا شيعة وسنّة وكردا اقلعوا عن مبدأ توزيع الكعكة واتركوا الرجل يشّكل حكومته بنفسه , فهو الأقدر والأكثر معرفة بالرجال , دعوه يشّكل حكومته لتكونوا رقباء عليه , وإذا ما فشل في تحقيق برنامجه , فعند ذاك لكم الحقّ كلّ الحقّ في عزله ومحاكمته .. ولتثبتوا لمقتدى الصدر الذي ينعتكم باللصوص والفاسدين أنّكم لستم لصوصا ولستم فاسدين ولن تعودوا لمبدأ التحاصص والتغانم , وكلامي هذا موّجه بالدرجة الأولى لقادة الإطار التنسيقي نوري المالكي وقيس الخزعلي وهادي العامري والآخرين , كونوا مثلا كي يقتدي بكم الكرد والسنّة واتركوا المحاصصات اللعينة إلى الأبد , فإذا كانت مصلحة البلد والشعب تعنيكم وأنتم حريصون على مصالح الغلابة والفقراء والمساكين , نقول لكم كما قال الله تبارك وتعالى ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) ..
أياد السماوي
في 20 / 10 / 2022