درب الصد ما رد
بقلم: كاظم فنجان الحمامي …
أغلب الظن ان مصير أموالنا المنهوبة سيكون مثل مصير غراب سيدنا (نوح)، الذي طار ولم يعد الى السفينة، فالدرب الذي سلكه كان بلا بوصلة، وهو درب الصد ما رد. فلا فضائيات التشويش تطرقت في برامجها للشركات الأربعة الناهبة، ولا وزارة المالية حركت الدعاوى القضائية ضدها من أجل استرداد اموالها المنهوبة، ولا مدير الضريبة، الذي فعل فعلته الشنيعة ولاذ بالفرار، ذكروه بسوء، وربما خرج في إجازة طويلة الأمد ولم يعد، ولا الجهات الأمنية اصدرت ضدهم مذكرة قبض، وهكذا ظلت أسرار الرواية الحقيقية لسرقة القرن طي الكتمان، وذلك إرضاءً للحيتان والثعابين والأفاعي والضباع التي رسمت وخططت ونفذت وسهلت وطمطمت وتسترت، ولا الراح إجاني ولا رد الخبر ليه. فالجراد الجائع يجر وراءه أسراب الجراد الهائج، ويتعين على الشعب المنكوب ان يفقد الأمل بعودة الاموال المنهوبة، لأنها ذهبت مع الريح، وتحولت إلى عقارات وفنادق وشاليهات وسفن ويخوت تبحر مع السلاحف والحيتان، فقد تقاسمها الخامطون، وليس ثمة أمل بعودة المخموط والخامط، ولا بعودة الملغوف واللاغف، لأنهم أكثر دهاءً من الاغبياء الذين فرضتهم علينا قوى المحاصصة، فما بالك اذا كان المتحاصصون يرتبطون وظيفياً مع بعضهم البعض بشبكة توافقية مغلقة، يكمل فيها احدهم الآخر، ويعملون بنظام: انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، وتستر عليه، وخذ منه حصتك وأسكت وإكل بسكت، ولا تفضحه. وشيلني واشيلك، وطمطم لي واطمم لك. .
وشر البلية ان تفرعات هذا النظام الإداري الفاشل متشعبة ومتغلغلة في أروقة الدولة الغبية المبنية على التقاسمات السياسية، وسيكون مصيرها مثل مصير المليار دولار المسروق من البنك المركزي العراقي عام 2003، ومثل مصير 282 مليون دولار التي تم نهبها عام 2007 من بنك السلام ببغداد، ومثل مصير الملايين المنهوبة من مصرف الزوية ببغداد عام 2009. (ويا هو اليلزمنه يخض بينه). .