[ الديمقراطية منهج نظام ذو حدين متناقضين ]
بقلم: حسن المياح – البصرة ..
٢٠٢٣/١/١٣م
لما الديمقراطية هي مسألة حساب عدد أوفر ، وتعداد أرقام أكثر ، فإنها حكم الأكثرية على الأقلية ، وتكون عادلة شيئآ ما ، لما لا تطغى الأكثرية فرض وجود حاكم ناقم ظالم على الأقلية ….. ولكن لو ألغيت ، أو بعثرت حقوق الأقلية وفق الميزان الحاكم للديمقراطية … فإنها دكتاتورية الأكثرية على الأقلية …. وحقيقة الديمقراطية أنها تنتهي بدكتاتورية الأقلية على الأكثرية وفقآ لتفوق المادة ورأس المال الحاكم ….. ولذلك أرسطو ناوأ الديمقراطية …. ، وأفلاطون شجبها …… ، وسقراط كان ضحيتها ، لما خسر حياته على يد حسابات الديمقراطية تفوق عدد أصوات بفارق صوت واحد على إعدامه ….. وبذلك فقد أعدمت الديمقراطية وفقآ لأسسها القائمة على العدد الأكثر أعظم عقل مفكر أنتجته الثقافة الإغريقية …..
وعلى هذا الأساس يؤكد الحاكمون المسؤولون السياسيون اللصوص صعاليك الجاهلية على النهج الديمقراطي في الحاكمية ، لأنه يحقق منافعهم المكيافيلية ، ومصالح برجماة ذات أحزابهم البلطجية التي عليها يستندون ويعتمدون ….. ؟؟؟
والديمقراطية هي عبارة عن مزمار الراعي الذي يصدر أنغامآ لتتهادى عليها أفراد القطيع ، مثلما هي جموع الشعوب المستضعفة المظلومة المحرومة لتقاد الى الجزر والسلخ …. وما أقل وتفرد الراعي لما يتسلط رعي أغنامه حيث يشاء ، ويريد ، ويرغب …. !!! وما أكثر جموع القطيع حين تعدها ، وتحسبها ، لما تساق بعصا الراعي الهشة الضعيفة الواحدة ، الى حتفها ….. !!!
وهذا هو ديدن الديمقراطية لما يتحول من خلالها ، وعلى لحمة جوهر أساسها ، زمام سلطان الأمور ، وحاكمية الشعوب بيد الأقلية المسيطرة《 مثل أقلية الأحزاب السياسية الحاكمة الظالمة عندنا في العراق 》، وتكون هي السلطة الدكتاتورية المستبدة الحاكمة ، وينقلب مزمار الراعي الى سوط عذاب بلطجة بيد المسؤول السياسي الديمقراطي الحاكم ، المتسلط الدكتاتور الظالم المستبد الناقم ….. ، وتصبح الشعوب قطيع أغنام يفعل بها ، ما يشتهيه السلطان الجزار المالك رقاب جموع الخراف التي يسوقها ، والتي يتصرف حرآ بها ، طبقآ لما هو موجود في سجل ملكية الأشياء والأراضي والعقارات ….. ؟؟؟
ولما السكوت يسبق العاصفة كما يقال في المثل الدارج ، فإن الإستعلاء والتوحش والظلم والكبرياء يسبق السقوط المحتم ….. وأن الله سبحانه وتعالى قد توعد المستعلين والمستكبرين والهيلمانيين المتورمين المنتفخين المنتفشين بجهنم ، وأنهم يصلون السعير والنار الحامية التي تطلع على الأفئدة …… ووعد الله سبحانه وتعالى المستضعفين المظلومين الذين لا يملكون حولآ ولا قوة ، إلا الصبر على العقيدة التوحيدية الحقة ، والإيمان الصالح ، بأن جعل الدار الآخرة لهم ، وأنهم المستعلون برضا الله عنهم ، وأنهم في الجنة يحبرون ……
وتلك هي الديمقراطية …… ؟؟؟ ولا تعجب ، ولا تستكثر ، ولا تنذهل …. !!! ؟؟؟