المقالات

الهياكل الثلاثة(54-500)المرجع عند المسلمين الشيعة الامامية الاثنى عشرية

بقلم : محسن عصفور الشمري ..

مصطلح “المرجع” في الفقه الإمامي الاثني عشري لم يكن مستخدمًا في بدايات عصر الغيبة بنفس الصيغة التي يُفهم بها اليوم، بل تطور تدريجيًا عبر المراحل المختلفة للتاريخ الشيعي. يمكن تتبع تطور المصطلح عبر ثلاث مراحل رئيسية:

1-عصر الغيبة الصغرى (260-329هـ)
•لم يكن هناك مصطلح “المرجع” بالمعنى الاصطلاحي، لكن كانت هناك شبكة من الوكلاء الذين يتصلون بالإمام المهدي (ع) وينقلون أوامره وتعاليمه.
•خلال هذه الفترة، بدأ التأسيس لمبدأ الرجوع إلى الفقهاء، كما ورد في توقيع الإمام المهدي (ع) إلى إسحاق بن يعقوب:
«وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فإنهم حجتي عليكم، وأنا حجة الله».

2-عصر الغيبة الكبرى (منذ 329هـ)
• برز دور الفقهاء المجتهدين كبديل عن الوكلاء، وبدأ الحديث عن “الاجتهاد” و”التقليد”.
• في هذه المرحلة ظهر مفهوم “المجتهد الجامع للشرائط”، لكنه لم يكن يُعرف بـ”المرجع” تحديدًا.
•من أبرز الفقهاء في هذه المرحلة الشيخ المفيد (ت 413هـ) والشيخ الطوسي (ت 460هـ)، حيث وضعوا الأسس الفقهية لسلطة الفقيه.

3-القرون المتأخرة وبروز مصطلح “المرجع” (القرن 13-14هـ)
• خلال العصور الصفوية والقاجارية في إيران، ومع تطور الحوزات العلمية في النجف وقم، بدأ مصطلح “المرجع الديني” يُستخدم بشكل أوسع، لكنه لم يكن محددًا بالشكل الذي نعرفه اليوم.
• في القرن الرابع عشر الهجري (القرن العشرين الميلادي)، خصوصًا مع المرجع السيد محسن الحكيم (ت 1390هـ/1970م)، بدأ مفهوم “المرجعية العليا” يتبلور، حيث أصبح المرجع يُعرف بأنه صاحب الأعلمية والذي يتبعه أكبر عدد من الشيعة في التقليد.

الخلاصة:
مصطلح “المرجع” كعنوان مستقل لم يكن مستخدمًا في الفقه الإمامي في القرون الأولى، لكنه بدأ بالتبلور منذ عصر الغيبة الكبرى مع تطور مبدأ الاجتهاد والتقليد، ثم اكتسب شكله الحديث مع توسع نفوذ المرجعية في القرون الأخيرة، خاصة في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى