الاخبار السياسيةالمقالات

كفى كذباً… نريد إعلاماً يبني لا يهدم

بقلم: الحقوقية انوار داود الخفاجي ..

في كل صباح نصحو على سيلٍ من الأخبار تسريبات، فضائح، هجوم على هذا، تسقيط لذاك، وكمية لا تُصدق من القصص المفبركة أو القديمة التي يُعاد تدويرها لتشويه صورة شخص أو إثارة فوضى أو زرع الكراهية.
لكن دعوني أسأل من المستفيد من هذا؟
هل أنتم، شباب العراق الباحثون عن فرصة عمل وكرامة؟
هل أنتن، نساء العراق، الطامحات لحياة آمنة، محترمة؟
هل الفقير الذي يبحث عن لقمة عيشه وسط هذا الضجيج؟
أم أنها ذاتها القوى التي تخاف من وعيكم وصوتكم وقراركم الحر؟
للأسف، أصبح جزء كبير من الإعلام العراقي والمواقع الإلكترونية أداة بيد البعض لتصفية الحسابات الشخصية أو الحزبية، بدلاً من أن تكون صوت الشعب، صوت الحقيقة، صوت المظلومين. الأخبار الكاذبة أصبحت خبزاً يومياً، وقصص الماضي تُستخدم لإشعال نار الطائفية، وكأننا لم نتعلم شيئاً من مآسي الحروب والدمار والدموع.
والمصيبة أن هناك من يتعمّد تشويه كل من يحاول الإصلاح. كل من يتكلم عن الفساد أو يقف مع الشباب أو يدافع عن حقوق المرأة أو يمد يده للفقراء، يُساق إلى ساحات الاتهام، ويتم تسقيطه دون دليل، فقط لأنه يُهدد منظومة مستفيدة من فوضى الإعلام وتضليل الناس.
أقولها بوضوح: هذا ليس إعلاماً، بل معركة خفية لتكميم الحقيقة وتشويه الوعي.
أنا أؤمن أن التغيير يبدأ من الصدق، من احترام عقول الناس، من إعلام يحترم مهنيته وضميره. ولهذا، نحن بحاجة إلى تشريع قوانين تردع مروجي الكذب، ويحاسب كل من يستخدم الإعلام لإشعال الطائفية أو تمزيق المجتمع أو تشويه الأبرياء. وايضا صوتاً للمحرومين في وجه الإعلام الفاسد، صوتاً لا يخاف من قول الحقيقة، ولا يساوم على كرامة ومستقبل الموطن.

يا شباب العراق، يا نساءه، يا كل من تعب من الكذب والتضليل، حان الوقت لأن نميز بين الإعلام الذي يُراد لنا أن نصدقه، وبين الإعلام الذي يريد أن ننهض ونفكر ونحاسب.

دعونا نرفع صوتنا عالياً
نعم للحقيقة.
نعم لإعلام يُنير العقول، لا يزرع الفتن.
نعم لوطن لا يُدار بالإشاعة، بل تُبنى فيه الثقة بين الناس والدولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى