دائماً هناك من هو أفضل مني ومنك
بقلم: د. كمال فتاح حيدر .. 1
هنالك في الحياة من العلماء والخبراء ممن احرزوا أعلى درجات الترجيح في معايير المفاضلة مع أقرانهم في التفاني والاخلاص والاستقامة والموهبة والكفاءة والذكاء والإبداع. وانسحبت هذة المزايا منذ قرون وقرون على الأجيال كلها من الأقدمين إلى المعاصرين، فغياب العدالة الوظيفية، وتراجع قواعد التوصيف الوظيفي، وتفشي التوجهات الفئوية والانتهازية والحزبية والعنصرية هي التي تسببت في استبعاد القوى الوطنية المنتجة وتقريب الفاشلين والانتهازيين والمتزلفين . .
نحن لم ندرس هذا التباين في المجتمع وانما لمسناه وشاهدناه في الغالبية العظمى من مؤسساتنا العراقية، حيث ترك رواسبه على حياتنا ومشاريعنا المستقبلية، وهو السبب الرئيس في تخلفنا وتقهقرنا، فالشخص المناسب لم يعد له وجود في المكان المناسب إلا في حالات نادرة وفي نطاق محدود. .
يقول المصابون بجنون العظمة: (كن أنت. لا يوجد من هو أفضل منك)، واحيانا يختزلونها بهذه الصيغة: (,be yourself there is no one batter)، وما تَعاظم أحد على من دونه إلا بقدر ما تَصاغر لمن فوقه. .
اما معايير اختيار الافضل فتعتمد في البلدان الواعية على مدى توافر الصفات التالية:-
- الكفاءة والمهارة والخبرة.
- الولاء للوطن والانتماء الصادق للمؤسسة.
- الاستقامة والسيرة الحسنة.
- النشاط والاهتمام والوعي الوظيفي.
- الطموح والاستحقاق والخدمة.
- المواضبة والانضباط والالتزام.
- التعاطف مع الجميع.
- الانخراط الجدي في الوظيفة.
- التواضع والمظهر الجيد والتعامل الحسن.
- حسن الاصغاء.
- الابتكارات والاختراعات والبحوث والدراسات. .
ربما يقول قائل: انكم تحلمون، وتحلقون في فضاءات الخيال. فنقول: أن نعيش لنحقق أحلامنا خير لنا من أن نعيش لنحطم أحلام المبدعين. .