[ السيد مقتدى الصدر والسياسة ]
بقلم : حسن المياح – البصرة ..
《 * عودة * السيد مقتدى الصدر الى العملية السياسية إنما تعني مجرد إعلان ممارسة سياسية محسوسة ملموسة مباشرة يدركها المواطن في الساحة السياسية ، ويتحسب منها السياسي بكل قلق وحذر وخشية ورهبة —- سواء كان شخصآ فردآ مسؤولآ ، أو حزبآ —- لما هو متحرك فيه 》
للذين يتحدثون —- مهما كان مستواهم المعرفي والثقافي السياسي —- عن أن السيد مقتدى الصدر يرجع ، أو لا يرجع الى العملية السياسية ، وما الى ذلك من هنبثات وتشبثات ….. ؟؟؟ أقول لكم لأزيل قلقكم ، وأجعلكم مرتاحين على الأقل من ضرب الأخماس بالأسداس حسبانآ وحسابآ سياسيآ ، عن مسألة رجوع السيد مقتدى الصدر الى العملية السياسية وحراكها السياسي ….. أقول —- بكل يقين وإطمئنان وثقة ووعي —- ليس من حق ، ولا هو من إختيار ، السيد مقتدى الصدر ، أن يعتزل ، أو يترك ، أو يبتعد ، أو ما الى ذلك من تعبيرات وتوصيفات وتهوكات ، يطلقونها ويفتعلونها ويسوقونها منافسوه وخائفوه والمتربصون له وبه وبتياره ….. ، لأن تكليفه الشرعي الإسلامي يحتم عليه ، ويوجب عليه وعاية ورعاية ، أن《 إسلامه سياسة ، وسياسته إسلام 》، وأن الجزء لا ينفك من / أو عن الكل ، لئلا يختل إنسجام وفاعلية وتأثير تركيب هيكل دين الله الإسلام بما هو كل متضام متفاعل ….. والجزء لا يمكنه أن يؤدي مهمته إذا إنفصل أو إنعزل عن مجموعه الكلي الكامل التام …. ؛ وآنما الجزء يؤدي مهمته متى ما كان هناك ترابط وإنسجام وتفاعل …… والسياسة هي ، كما هو الإقتصاد ، جزء من هيكل مجتمع كامل تام ، ولا يكون ثمر العطاء الناضج ، إلا بتوافق الترابط بين أجزاء الكل للهيكل الجامع الكامل التام …..
فالسياسة —- كما هي العبادات والمعاملات والنشاطات والسلوكات ، في حياة والوجود الإنساني المسؤول الواعي للسيد مقتدى الصدر بما هو عبد لله ، وأنه مكلف بما هي غاية الوجود الإنساني من خلق البشر في عالم الوجود …… —- هي ، وأنها ، التعبير الصادق الملتزم عما هي مسؤولية حفظ وصيانة الأمانة ، التي تترجم سلوكآ عمليآ لتأدية تكليف واجب إلهي محتوم ، لإفراغ الذمة بإنجازه ….. ولذلك السيد مقتدى الصدر هو ملزم وملتزم بواجب محتم عليه ، وأنه المسؤول عنه تكليفآ إلهيآ عباديآ ، أن يمارس السياسة ويخوض غمار حراكها ، على أساس أنها عبادة ، وأنها جزء من تأدية تكليف واجب من الواجبات ، كما هي الصلاة ، والزكاة ، وكما هو الصوم والحج ، وما الى ذلك من عبادات ومعاملات وسلوكات ونشاطات ….. فهل يحق للإنسان المكلف أن يعتزل الصلاة ، لما هي عبادة ، وأنها واجب محتم على المكلف أن يؤديه بأي حال من الأحوال ….. ؟؟؟
فالسيد مقتدى الصدر هو موجود《 ولا أقول يرجع ، أو يعود ، او … ، أو … ، أو … 》في العملية السياسية وحراكها التنافسي وفق ما يتطلبه الموقف ، وما تفرضه حاجة التكليف أن يكون ، ويتصرف ….. وأنه لم يغادرها ، أو يتركها ، أو يعتزلها ، أو ينفصل عنها ….. لأنه مكلف بالعبادة { والسياسة عبادة } ولا يحق له أن يترك واجبآ رساليآ عباديآ هو مكلف به ، ومسؤول حتمآ عن تأديته وإنجازه بوعي وإيمان ، وبأمانة وإخلاص ، لأنه عبدالله ، وأنه مكلف بتحقيق وتمكين مضامين عقيدة لا إله إلا الله ، وما ينبثق منها من تشريع ، وما يقوم على التشريع من نظام إجتماعي سياسي يقود حياة الإنسان …….