لو دامت لغيرك لما وصلت إليك ..
بقلم: اياد السماوي ..
حكمة لا أعرف قائلها ، لكنّها درس بليغ لكل طارئ وسربوت وصل إلى المواقع العليا في الدولة في لحظة من لحظات توّقف الزمن .. فالذي لا يتّعض من تجربة صدّام وأبنائه وعصابته الذين ملكوا الدنيا في زمانهم وذهبوا إلى مزبلة التاريخ ، وتجربة مصطفى وجوحي وأحمد ومشرق وباقي عصابة المنحطين والسفلة الذين تسلّطوا على رقاب الناس ، فسيلقى ذات المصير الذي لاقاه هؤلاء المنحطّون وآخرهم الزعطوط الهلفوت الذي عاد الى حجمه ومكانه ( محررا فضائيا ) ..
حكمة ( لو دامت لغيرك لما وصلت إليك ) ذكرّتني بصديقي المرحوم ( حمودي مسلم الغرّة أبو جيهان ) رحمه الله الذي شغل وظيفة سكرتير المحافظ لعدة سنوات ، حمودي مسلم كان له تخصيص سيارة حكومية لاندكروز ، لكنه لم يستلمها قط ولم يصعد أي سيارة حكومية ، وكان يذهب للدوام بدراجته الهوائية ( البايسكل ) حتى تقاعده من الوظيفة ، وكنت اقول له دائما يا أبا جيهان لماذ لا تستلم السيارة الحكومية المخصصة لك ، وكان رحمه الله يقول لي دائما يا حبيبي أياد هل هذه السيارة ستبقى معي لو خرجت من وظيفتي هذه ؟ وهل املك من المال لأشتري سيارة مثلها ؟ إذن أبقى على دراجي المبروكة أكرم لي أمام الناس وأمام أهلي ..
فكم منّا في هذا الزمان الأغبر مثل حمودي مسلم الغرّة لم ينسى واقعه ولم يتشّبت ببهرجة موقتة ولم ينسى إنًه سيعود يوما إلى ما كان عليه ؟ أنا أعلم أنّ البعض من هؤلاء الهلافيت قد جمع ثروة من المال الحرام ، ولم يعد محتاجا للوظيفة ، لكن ليعلم هولاء جميعا أنّ أموال السماوات والأرض لا تساوي فضيحة السقوط من وظيفة بدرجة وزير إلى محرر فضائي في جريدة لا مكان له فيها بين الفطاحل .. ليتًعض الباقون ويتذكروا حكمة ( لو دامت لغيرك لما وصلت إليك ) ويسلكوا سلوك صديقي المرحوم حمودي مسلم الغرّة رحمه الله ..
أياد السماوي
في ١١ / ٥ / ٢٠٢٣