محمد محمد صادق الصدر ثورة في رجل !!
بقلم المهندس :- حيدر عبدالجبار البطاط ..
قبل اسبوع من الان بدات الكتابة لاعطاء وصف للسيد محمد الصدر في ذكرى استشهاده ولكن وقفت عاجزاً في صياغة الكلمات.
حاولت ان أُترجم ما في داخلي لكن ماذا اقول بشخص نطقت باسمه الدماء و ترجمتهُ الارواح
فقررت ان اذكر اليسير الذي أتمكن عليه
السيد محمد محمد صادق الصدر :-
فقيه و عارف و مفكر و مرجع ديني كبير
كان له الكثير من الأنشطة الفكرية و السياسية والاجتماعية.
أعاد للمنبر الاسلامي هيبته و إحياء صلاة الجمعة المليونية.
فلا يزال صداها يرسم أفق الحيـاة بمرافقها العامة، ولاسيما ما حصل في الانعطافة التي حـدثت في المرجعية في النجف الأشرف.
و الدور الذي لعبه السيد محمد الصدر في تغييـر واقع الشعب العراقي من خلال مرجعيته الفكرية الجامعة لكل اطياف المكونات الاسلامية العابرة للبلدان و القارات.
كانت خطب السيد محمد صادق الصدر، تتضمن العديد من المفاهيم الإسلامية و السياسية و الانتقادات المباشرة و غير المباشرة للسلطة و سياستها.
و ان ارتداء السيد كفنه اثناء صلاة الجمعة يوحي ان الرجل كان مصمما على الشهادة فانه يعلم ان المضي في هذا الطريق سيتوج بالشهادة.
خاطب الصدر الثاني من خلال صلاة الجمعة كافة مكونات الشعب العراقي، خاصة والإسلامي عامة.
دون ان يحدد أي مذهب وطائفة او عرق او لون ودعاهم إلى الاعتدال وعدم التطرف والحوار مع الآخر مهما كان بالطرق السلمية.
وان خصم الأمة الوحيد هم الطغاة و الفاسدين و المفسدين في الارض.
وسواهما من ابناء الأمة … هم نسيج واحد و مصير واحد.. و مستقبل واحد… و هنا يجب تفويت الفرصة على المتصيدين في الماء العكر…. والطارئين على سجايا هذا الشعب الساعين لتمزيق وحدة نسيجه الوطني و تشتيت لحمته الوطنية.
ان ابرز ما اشتهر به السيد الصدر الثاني اقامته صلاة الجمعة وتصديه بنفسه لإمامتها في مسجد الكوفة … وهو يرتدي كفن الشهادة.
وتعميم اقامتها بمختلف مدن العراق مهما كانت النتائج …وهو مالم يشهده تاريخ العراق السياسي منذ حقبة طويلة … وعبر هذه الحركة النوعية والفريدة والتي اصبح منبرا اعلاميا لتوعية ابناء الأمة … وهذا ما وجد فيه النظام السابق في العراق خطرا كبير.
انطلق مشرع، السيد الصدر نحو بناء قاعدة شعبية متفاعلة وجاء هذا البناء متصاعدا عبر خطوات تحرك كبرى باتجاه الوسط الاجتماعي والعشائري.
و قام بجولات وزيارات إلى العشائر العراقية والاطلاع على اوضاعها وبناء علاقات معها ومن ثم وضع فقه خاص بها … كما تطلب بناء القاعدة الشعبية، تجاوز خطاب ((الفقيه)) المكتوب إلى خطاب الفقيه المسموع ….. و تنشيط الاتصالات مع الناس، وإلى مواكبة همومهم وشؤونهم والعمل بفقه الواقع او فقه الحياة بكل ما تلد من جديد مع مرور الزمن اضافة إلى التواجد الميداني معهم، وربط مصير الفقيه مع مصيرهم.
و هذا الواقع لم يالفه الشعب العراقي من قبل لذا فانه شكل وضوحاً بدور الفقيه …
و في الختام اذكر قصيدة الشاعر الكبير عبدالحسن زلزلة
قُلْ للدماءِ وقد أُريقتْ عَنوةً
لا طابَ بعدكِ مشربٌ او مطعمُ
خُطِّيْ لهذا الجيلِ اروعَ صَفحَةٍ
تُوحي العَزيمَةَ للشبابِ و تُلهمُ
دَويِّ بقلبِ الُمستكين و جَلْجِلِي
صَوتاً يُريعُ الظالمين ويُلجمُ
و تَفَجَّريْ حِمَماً على مُستَعْبِدٍ
بمَصيرِ شَعبٍ بائسٍ يتحكمُ ؟؟
و في الختام رحم الله من اهدى ثواب تلاوة سورة الفاتحة الى روح السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر