الخيل والليل
بقلم : حسين المحمداوي ..
لولا أن تحرك الأستاذ عقيل مفتن وهو شخصية إجتماعية لإعادة الروح لرياضة الفروسية وركوب الخيل لكنا نسينا هذه الرياضة التي تعد رياضة النبلاء الأمراء والملوك وهي رياضة صارت معتمدة في الألعاب الأولمبية وهي معتمدة بشكل كبير في الدول الغربية والبلاد العربية وروسيا ، وتفتخر العديد من الدول بتربية الخيول الأصيلة وتدريبها وتأهيل الرياضيين المدربين والمربين المحترفين والأطباء البيطريين الإداريين الذين يرقبون الصغيرة والكبيرة ويسجلون ملاحظاتهم وما يجب أن يعتمد من برامج وخطط وآليات عمل وهم في الغالب يعتمدون على البرامج الحديثة التي تعتمد عادة في البلدان المتطورة التي لها باع طويل في التدريب والتأهيل والتطوير والتي يمكن أن تنقل تجاربها في هذا الشأن ، وتشتهر دول كبريطانيا وروسيا والولايات المتحدة بوجود مضامير لسباقات الخيل وأخرى للقفز على الحواجز وكذلك رياضة الترويض والرقص والحركات التي يمكن أن تكون جزءاً من تدريب مهم وحيوي في هذا الإتجاه ، حتى أن الدول العربية الغنية كالمملكة السعودية والإمارات تتخذ إجراءات وتدابير جعلت من رياضة الفروسية وتدريب الخيول وتربيتها جعلتها من الدول المتقدمة بل وتستثمر في ذلك وتشتري الخيول الأصيلة بمبالغ عالية وأنشأت إتحادات متخصصة حققت نجاحات عدة في مضامير السباق حول العالم الذي يشهد تنافساً كبيراً بين مختلف بلدان العالم وتحقق طفرات كبيرة دفعت المزيد من الدول لدخول هذا الميدان والمنافسة والبحث عن مكان في قائمة الدول الناجحة .
كان العراق وخلال عقود مضت يمتلك إتحاداً للفروسية وكان يشارك في المنافسات لكنه لم يكن فاعلاً في التمثيل الدولي ، وكانت هناك إسطبلات ومزارع للمتنفذين والسياسيين والمقربين من نظام الحكم ، وبعد العام 2003 إنحسرت رياضة الفروسية وإغلقت إسطبلات ومزارع وإبتعد العديد من المهتمين عن هذا الميدان ولم يعد لهم رغبة فيه مع إنحسار الدعم وعدم الإهتمام الرسمي لكننا اليوم نشهد عودة موفقة حيث ينبري الشخصية الإجتماعية المعروفة الأستاذ عقيل مفتن لتولي مسؤولية ملف رياضة الفروسية ويستقطب مدربين وفرسان وفارسات وشخصيات مهتمة كذلك يضع إستراتيجية لتوريد السلالات المعروفة الأصيلة ، والأستاذ عقيل مفتن يركز على وضع برامج عمل وليس لمجرد الإهتمام أو الإستمتاع حتى مع ما توفره هذه الرياضة من متعة للروح وألفة وإقتراب من الخيول التي تمثل في حركتها العنفوان والسرعة كما يصفه إمرؤ القيس في معلقته الخالدة التي مطلعها
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
بسقط اللوا بين الدخول فحومل
إلى أن يصل إلى فرسه فيصفها بوصف مذهل لا مثيل له ويهز الأعماق ويقول :
وقد أغتدي و الطير في وكناتها
بمنجـردٍ قيــــد الأوابـــد هيكلـــــي
مكـرٍّ، مفـرٍّّ، مقبلٍ ، مدبرٍ معاً
كجلمودِ صخرٍ حطّه السيل من علِ
شكراً لكل من يعمل من أجل العراق وكل من يقدم جهداً ودعماً لكل رياضة وثقافة وعلم ومعرفة ودراسة وبحث يخدم مشروع الدولة ومستقبلها الذي نريده مشرقاً ووضاءاً وواضحاً ومشعاً بالأمل والرغبة في الحياة .