إما دولة. . أو لا دولة ؟
بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
قالها رئيس الوزراء الاسبق الدكتور (عادل عبد المهدي)، وقالها قبله معظم قادة العراق. لأنه من غير المعقول ان تبقى الدولة متفرجة على الاتهامات الصريحة المباشرة الموثقة بالصوت والصورة، والتي يكيلها كل يوم بعض النواب والوزراء من وقت لآخر ضد رموز السلطات التنفيذية والتشريعية، وضد القوى السياسية الفاعلة في الساحة العراقية من دون ان تكلف الدولة نفسها بالرد على الاتهامات الموجهة ضدها بالخيانة والعمالة والتنازل عن حقوقنا السيادية لصالح الغير. سيما ان المواطن (المتلقي) يقف الآن حائراً إزاء حملة الاتهامات المتكررة والمتواصلة بانتظار ان تقول الدولة كلمتها في محضر الدفاع عن مؤسساتها الوطنية. ومن غير المعقول ان يستمر هؤلاء بإطلاق اتهاماتهم ضد الوزارات الحالية والسابقة وضد مجلس النواب، والتي تتمحور كلها حول التنازل الحدودي لصالح إيران أو التنازل الحدودي لصالح الكويت ؟. .
فلا وزارة الخارجية ترد، ولا الوزارات المعنية ترد. ولا اللجان النيابية تذود عن نفسها، ولا الهيئات التخصصية تضع حداً لحملات التدليس والتضليل وخلط الأوراق. في الوقت الذي تغتنم فيه فضائيات التهريج والتأجيج هذه الأوضاع المتأرجحة لكي تصب النار على الزيت من أجل تحريض الشعب الذي لم يتلق حتى الآن أية ردود توضيحية من الجهات الرسمية المعنية بهذا الشأن. على الرغم من ان الدولة نفسها تعلم بنوايا الذين ركبوا الموجة الإعلامية، والذين امتطوا صهوة بغال التكسب ثم جمحوا بها نحو التلفيق في ظل الفراغ الإعلامي الذي تركته مؤسساتنا ذات العلاقة. .
وعلى السياق نفسه يسرني ان اتقدم بالشكر والتقدير إلى الكاتب الكبير الاستاذ (حسن العلوي)، والى الشيخ الجليل (الفريق البحري الركن مزاحم التميمي). واثني في الوقت نفسه على مواقف خبراء المساحة العسكرية الذين وضعوا النقاط على الحروف من دون ان يوجهوا الاتهامات إلى الجهات الرسمية. .
من المفارقات المثيرة للدهشة ان الدولة حاربت أصحاب المحتوى الهابط على منصات التواصل، لكنها تجاهلت السموم التي ينفثها البعض لتضليل الناس، واستغلال عواطفهم. .
ختاماً. وبعد ان بلغ السيل الزبى. نهيب بمجلس الوزراء ضرورة التصدي لكل الاتهامات والرد عليها بخطابات رسمية معلنة حتى يقف الناس على الحقيقة. فمن غير المعقول ان تغض الدولة بصرها، وتصم آذانها وهي ترى وتسمع الهجمات المتوالية التي يقودها أشخاص بعينهم للتشويش على الرأي العام وتأزيم الأوضاع المربكة. سيما ان تصريحاتهم المفتعلة ستترك تداعياتها السلبية على أجواء العلاقات الثنائية مع دول الجوار. .
وارجو ان يتذكر رجال الدولة ان الحرائق الكبرى تبدأ بعود ثقاب صغير. واللبيب بالإشارة يفهم. . .