أمريكا تعترف بتأسيس داعش
بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
ليس هنالك أفصح وأوضح من الرئيس الأمريكي السابق (رونالد ترامب) الذي ادلى باعترافاته على رؤوس الاشهاد، فوضع النقاط على الحروف، وازال اللبس والغموض عن الاسرار والخفايا، وما أثير حولها من لغط وتشويش وتضليل. .
ففي خطاب جماهيري تحدث ترامب بمنتهى العفوية أمام عدسات الفضائيات، موجهاً أصابع الاتهام إلى باراك أوباما وهيلاري كلينتون، بتأسيس تنظيم داعش الارهابي. .
واليكم النص الكامل لكلمته التي فتحت صناديق الاسرار:-
((بمجرد استلام هيلاري كلنتون حقيبة وزارة الخارجية، ومنذ اليوم الذي أصبحت فيه مسؤولة عن السياسة الاميركية الخارجية. شعر الرئيس اوباما بالندم على قرار استيزارها، لأنها ارتكبت سلسلة من الاخطاء الفادحة والهفوات المتكررة بسبب سوء إدارتها لمعظم الملفات. وتسببت بكوارث إنسانية وسياسية تركت تداعياتها الدموية في معظم البلدان العربية والإسلامية. لو راجعنا سجلاتنا وعدنا إلى عام 2009، لوجدنا ان تنظيم داعش لم يكن موجوداً على الخارطة. . كانت ليبيا مستقرة. ومصر مستقرة، وكان مستوى العنف في العراق أقل بكثير من مستواه بعد الاحتلال. إيران محاصرة بالعقوبات الدولية. سوريا تحت السيطرة إلى حد ما. ولكننا بعد أربع سنوات من تكرار أخطاء هيلاري كلنتون. انتشرت فلول تنظيمات داعش المسلحة في عموم المنطقة وحول العالم، وتعرضت ليبيا للدمار. وكانت سفارتنا هناك تتعرض للإساءة في ظل الفوضى العارمة التي عصفت هناك. ثم إنهار النظام المصري بالكامل، وشملت الفوضى العراق، وأصبحت إيران اقوى من أي وقت مضى، ودخلت سوريا في حروب اهلية دامية، وتفاقمت أزمة اللاجئين السوريين، وبعد مرور 15 سنة من الحروب والنزاعات المسلحة في الشرق الاوسط، وإهدار تريليونات الدولارات، وازهاق آلاف الأرواح. تعرضت المنطقة إلى أسوأ المصائب والنكبات، وهذا هو الموروث الكارثي الذي خلفته هيلاري كلنتون، والذي تمثل بإشاعة الموت والدمار والارهاب والضعف والانهيار)) – الى هنا انتهى خطاب ترامب. .
لسنا هنا بصدد استعراض سلسلة الاتهامات التي وجهها ترامب الى هيلاري، ولا بصدد ردودها عليه، وانما أردنا ان نناقش أصحاب العقول المشفرة الذين ظلوا ينسجون الروايات والحكايات ويكتبون السيناريوهات الضبابية المشوشة التي لا تستند إلى الحقيقة حول ظهور تنظيم داعش وانتشاره بهذه السرعة في المدن والقصبات، وحول تسليحه وتمويله. من دون ان يلقوا اللوم على الولايات المتحدة التي كانت تقف وراء كل الكوارث والمآسي والويلات. فعلى الرغم من اعترافات رئيسها في أكثر من مناسبة. نقرأ بين الفينة والفينة روايات من نسج الخيال يسردها علينا هذا أو ذاك لمجرد الشوشرة والثرثرة. .