لا خير في مصر وشعبها إن لم يخرجوا إلى الشوارع ويقتلعوا حاكمهم الصهيوني ..
بقلم أياد السماوي ..
( السيسي صهيوني أكثر مني ) جملة قالها الأستاذ الجامعي الصهيوني ( إدي كوهين ) على أحد القنوات المصرية قبل بضعة أيام عندما كان يتحدّث عن حصار غزّة من قبل حكومة مصر ، وفي حينها اعترض المذيع المصري على كلام هذا الصهيوني معتبرا هذا هو تجاوز على عروبة الرئيس وتاريخه .. ما تحدّث به هذا الصهيوني ليس اكتشافا جديدا أو معلومة لا أحد يعلم بها ، فالسيسي ومبارك الذي قبله كلّهم عملاء وصهاينة أكثر من الصهاينة أنفسهم ، وقد خدموا الكيان الصهوني أكثر من بن غوريون وموشي ديّان وگولدا مائير .. وهذا الكلام لا ينطبق على السيسي ومبارك فحسب ، بل هو يسري على أغلب الحكّام العرب ..
ما تحدّث به السيسي أمام العالم بأسره عن دعوته لإسكان أهل غزّة في صحراء النقب لحين انتهاء إسرائيل من مهمتها مع حماس والجهاد الإسلامي ، ومن ثمّ إرجاعهم إلى غزّة إذا شاءت إسرائيل ، لا يمّثل أعلى درجات العمالة والعداء للعروبة والإسلام فحسب ، بل يمّثل أعلى مرحلة من مراحل القضاء على قضية العرب والمسلمين الأولى فلسطين ، فالسيسي في هذا الخطاب قد انتقل من مرحلة السريّة في تنفيذ المخطط الصهيوني ، إلى مرحلة الإجهار والعلنية عن هذا المشروع .. وهنا الطامة والمصيبة الكبرى ، لأنّ السيسي يعلم جيدا أنّ الأجواء العربية مهيأة تماما لطرح فكرة تهجير الفلسطينيين ، فبالنسبة له الخطوة الأهم هو إقناع العرب بفكرة التهجير كحل لإنهاء الصراع مع إسرائيل ، ومن ثمّ الانتقال إلى الخطوة اللاحقة وهي اختيار المكان المناسب للتهجير .. وحسب اعتقادي أنّ المكان النهائي الذي تخطط له أمريكا وإسرائيل هو صحراء الرمادي ولا مكان آخر غيره .. وهذا المخطط لم يعد سرّا بل هو جزء لا يتحزأ مما يعرف بصفقة القرن التي تناولها الإعلام ..
وأهمية مصر لا تأتي من كونها أكبر بلد عربي فحسب ، بل من كونها أم العروبة ومهد حركات التحرر العربي ، فحين تقود مصر المؤامرة الكبرى على فلسطين وشعبها ، عند ذلك لا أحد سيعتب على أجلاف الصحراء بالمضي قدما نحو إسدال الستار عن القضية الفلسطينية والانتقال من التطبيع إلى مساعدة إسرائيل في إقامة دولتهم الكبرى التي تمتّد من النيل إلى الفرات .. فمصر وشعبها لا يمكن أن تنام وتهجع بعد تصريحات السيسي الخيانية ، وأقولها بملأ الفم ، لا خير في مصر وشعبها إن لم يخرجوا إلى الشوارع ويقتلعوا حاكمهم الصهيوني ..
في ١٩ / ١٠ / ٢٠٢٣