دولة ينكس علمها افضل من دولة يضرب معلمها…!
بقلم : جواد التونسي ..
هكذا في بلدي يهان الرسول” كاد المعلم ان يكون رسولا” ، هكذا يعامل المعلم في بلدي, يضرب ويقمع ويهان من علم القراءة والكتابة؟ تهتز معظم العلاقات عندما تبدأ المطالبة بالحقوق البديهية ،و كم هو مؤسفٌ أن يَتمنى الإنسان حقّه ! الحقوق لا تُوهب، وإنما تُنتزع ، الامر أصبح استرداد للكرامة أكثر منه استحصالاً للحقوق, الكوادر التعليمية في العراق ترفض الإهانة رفضاً قاطعاً ، لنقف اجلالاً واحتراماً ونوقد شموع المحبة والتسامح والصفاء لمربينا ومعلمنا الذي لولاه لما وصلنا اليه من تربية وثقافة وعلم ، وأتشرف وافتخر ان مهنتي الأولى التي أوصلتني الى الدرب المنير “هو اني معلم”، المعلم الشمس الساطعة التي تضيء لنفسها وتضيء للآخرين ، ونجاح النظام التعليمي يعني نجاح حضارة البلد, وإذا اختلفنا على كل شيء، سنتفق على فضل المعلم ، وإذا دخل الشك الى قلوبنا في كثير من الحقائق يبقى المعلم هو الحقيقة الساطعة الأبدية، وإذا ضاق بنا هذا العالم الواسع يبقى المعلم مكان فسيح ننهل منه العلم، اذا كانت المسافات تفرق بين البشر فإننا نسكن في علمه مهما بعدت المسافة، على الحكومة والبرلمان الذين عكفوا على دراسة الأمور التي تخص المعلم وتطويره وتسبب في انهيار وتدني المستوى التعليمي، وذلك لانشغال بعض السياسيين في أمور الفساد والتناحر والطائفية , وظل المعلم مبهماً تائهاً في غياهب الأمور مما جعل المعلم أن يؤدي دوره كإسقاط فرض بغض النظر عن القاعدة , فكان المعلم المخلص الصادق الأمين يتحكم بضميره في أداء عمله لأبنائه الطلبة ليس من الذي يستخدم الدروس الخصوصية ، ويزيد من النفقات على كاهل الطلاب ويبنى إخلاصه على هذه الاموال المنتزعة من عوائل الفقراء ، دون إحساس لما ذكرناه من صفات أخلاقية يتجلى بها المعلم , ومثل هذا المعلم يحتاج نفسه إلى دروس خصوصية ودورات تقويه في الضمير والإنسانية والإخلاص، ما من احد تعلم في مدرسة عربية عبر هذا العالم إلا وحفظ هذا الأبيات الشعرية لأحمد شوقي :” قم للمعلم وفه التبجيلا …كاد المعلم ان يكون رسولا، أعلمت اشرف او اجل من الذي…يبني وينشيء أنفسا وعقولا، سبحانك اللهم خير معلم …علمت بالقلم القرون الاولى”، فدولة ينكس علمها افضل من دولة يضرب معلمها.