ماذا يعني وصول هذا السفاح ؟
بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
بعد ان مُنيت القيادة العسكرية في إسرائيل بهزائم مُنكرة منذ انطلاق هجمات طوفان الاقصى، وجدت حكومة نتنياهو نفسها عاجزة تماماً عن تحقيق الانتصار في الاجتياح البري. وذلك بسبب تخاذل جنرالاتها، وفشلهم في التصدي لقوة حماس وصمودها. .
فكان لابد من استدعاء جيش الاحتياط، والاستعانة بالقوى الغربية الداعمة لها، لكنها ظلت مصرة على تنفيذ اجندتها الانتقامية، التي لا تخطر على بال الوحوش في تعطشها لارتكاب المزيد من المجازر البشرية. حتى تمادت إلى أبعد الحدود في سياسة التهجير والإبادة، ثم اكتشفت انها بحاجة إلى سفاح أشد بطشاً ودموية من جنرالاتها لسحق الفلسطينيين وتصفيتهم برعاية الاتحاد الأوروبي المجرم والولايات المتحدة الارهابية. فوقع الاختيار على السفاح (جيمس جلين)، الذي اشتهر في العراق عندما قاد كتيبة الموت والدمار ضد أهلنا في بغداد وضواحيها. والحقيقة ان انتداب (جلين)، الذي أصبح جنرالا الآن، وتكليفه بمهمة اجتياح غزة يعكس حجم العجز والإحباط في صفوف جيش الاحتلال. .
وصل (جلين) إلى تل ابيب برفقة وزير الدفاع الأمريكي. وهو الآن منشغل برسم خطته باستخدام غاز الاعصاب لتنويم فرسان باطن الأرض، ومداهمة شبكة الانفاق التي لا يعرف تفرعاتها وليست لديه فكرة عن تشعباتها ودهاليزها وتجاويفها، وربما يستعين (جلين) بالكلاب الاصطناعية (AI robot dogs)، التي تعد من أحدث أجيال الآليات القتالية المدرعة (next- gen warfare). .
اغلب الظن ان هذا السفاح يعد العدة الآن لاستخدام مزيج من الضربات الجوية الدقيقة، والغارات الاستطلاعية الخاطفة، ولا اظنه سيشارك في الهجوم البري على نطاق واسع، لأنه يدرك ان الهجوم البري يعرض الرهائن والأسرى للخطر، ويزيد من خطر تأجيج التوترات في المنطقة. وربما يعتمد السفاح على الاستراتيجيات القديمة، التي تم تطويرها في معارك استعادة مدينة الموصل، التي اعتمد فيها العراق بشكل أكبر على قواته الخاصة. .
بات من الواضح ان الخطط الإسرائيلية المتمثلة في التحرك نحو غزة بعدد كبير من القوات البرية لم تكتمل بعد، ويمكن أن تؤدي إلى كوارث دموية ترتكبها القوات الإسرائيلية في القطاع. .
اما عنصر المفاجأة في خضم الهجمات الاسرائيلية البربرية فتمثل في أسراب الطائرات المسيرة التي شنت هجماتها ضد اسرائيل وكانت قادمة من مكان مجهول في البحر الأحمر !؟!. .
دعونا الآن نجيب على التساؤلات الكثيرة حول ماذا يعنيه وجود هذا السفاح في طليعة الفلول المتوجهة نحو غزة ؟. فنقولها وقلوبنا تعتصر من شدة الحزن والألم. ان وجوده يعني سفك دماء الأبرياء، و إزهاق أرواحهم، وانتزاع جذورهم من قطاع غزة. لأنهم في نظر أوروبا عبارة عن كائنات بشرية فائضة عن الحاجة، ولا قيمة لها، اما إذا وقع العدوان على الشعب الاوكراني فالنظرة مختلفة تماماً، ولا مجال لمقارنة الشعب الفلسطيني بالشعب الاوكراني في المقياس الأوروبي الذي لا يؤمن بالمساواة . .