نصرة المظلوم حق محتوم
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
عندما يُقتل أطفال فلسطين وتُسفك دماءهم ظلماً وعدواناً بنيران جنود إسرائيل. يقول الإعلام الغربي: ان حماس كانت تستخدمهم كدروع بشرية. .
وعندما قتلوا المراسلة (شيرين أبو عاقلة) برصاصة من قناص إسرائيلي. قال الإعلام الغربي: انها كانت متواجدة في المكان الخطأ وفي الزمان غير المناسب. .
وعندما هرع المستوطنون اليهود نحو قرية (طنطورة) أو نحو قرية (حوارة) واحتفلوا بقتل الفلسطينيين وتعذيبهم ونهب ممتلكاتهم. قال الإعلام الغربي: ان هجوم اليهود كان مبررا بسبب ما فعله الفلسطينيون بهم في السنوات الماضية. ولو ظهر نتنياهو الآن على شاشة التلفاز وبيده سكين، ثم شرع بذبح أطفال فلسطين امام عدسات وكالات الأنباء، لقالت الأبواق الغربية انه كان يجري له عمليات جراحية مجانية لاستئصال اللوزتين. فقد دأب الإعلام الغربي على تبرير جرائم إسرائيل منذ 75 عاماً. .
قبل بضعة ايام ظهر عضو الكونغرس الأمريكي (ماكس ميلر)، في ولاية أوهايو، بتصريح ارهابي متطرف، قال فيه. سنسحق الفلسطينيين، ونلغي وجودهم، ونحوّل ارضهم إلى مرآب لسياراتنا الفارهة. هكذا بكل وقاحة كان يتحدث هذا المعتوه من دون ان يعترض عليها دعاة (السلام والتحرر). .
صار واضحا الآن ان كل ما يرتكبه الجيش الاسرائيلي من انتهاكات إنسانية صارخة، تجد لها من يبررها في حظيرة القوى الدولية الراعية للارهاب، فجرائمهم مسموحة ومبررة ومدعومة ومؤَيدة. ولا يحق لأي جهة الاعتراض أو الاحتجاج أو التذمر. .
لقد خرجت الشعوب والامم في كل ارجاء الكون للإعلان عن رفضها للسياسة الأمريكية، التي تبرر قتل الأبرياء بلا ذنب، والتي تدعم الجيش الاسرائيلي الغاصب. وتضطهد الفلسطينيين. .
هل تعلمون ان رئيس أركان الجيش الاسرائيلي الاسبق اجرى مقارنة قبل بضعة اشهر عن أوضاع الفلسطينيين في الضفة الغربية، قال فيها: ان قسوة جنود بلاده تذكره بقسوة الجنود النازيين أيام هتلر. وقال: انهم يرتدون القمصان النازية الداكنة، ويعتدون على العرب بلا رادع، ويوفرون الدعم للمستوطنين المتهورين في حملاتهم الجماعية المسلحة لقتل الفلسطينيين، حتى قتلوا نحو 250 فلسطينيا قبل سبعة اشهر. وفيهم أطفال ونساء. .
في مدينة بيرلنتون بولاية فيرمونت الأميركية خرج احد المتصهينيين ببندقيته وأطلق النيران على ثلاثة طلاب لمجرد انهم كانوا يضعون الكوفية على أكتافهم، فأرداهم في الحال. اثنان منهم يحملون الجنسية الأمريكية، والثالث يحمل إقامة دائمة، وفي اليوم التالي طرق المحققون باب بيت الجاني (جيسون إيتون)، فخرج وهو يقول: (كنت بأنتظاركم)، وبدا انه كان فخورا بجريمته، كانت كراهية العرب هي الدافع وراء هذا الجرم المشهود. .
تعيش البلدان الغربية كلها الآن في اجواء مشحونة بالتحيز التام لإسرائيل، وهي التي تغذي خطابات الكراهية. وربما كانت الكوفية وحدها هي التي دفعت المستهترين للشروع بالقتل، فما بالك بالشعب الفلسطيني الذي يتخذ من الكوفية وشاحاً ورمزاً وبيرقاً وكفناً ؟. .
ختاماً: بعد انتشار مشاهد جثث الأطفال الرضع متحللة في مستشفى النصر بغزة. قال النائب السابق في البرلمان البريطاني كريس وليامسون: (يجب تفكيك إسرائيل بالكامل، ويجب محاسبة السياسيين البريطانيين الذين يؤيدون هذا الكيان الشرير). .