لا عزاء لشيعة السلطة :السفيرة الاميركية الجديدة قادمة للعراق ولديها “كودات”التغيير !
بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا :السفيرة الاميركية الجديدة التي رُشحت للعمل في العراق قريباً هي السيدة ( تريسي أن جاكبسون مواليد ١٩٦٥) والتي هي أصلا ضابط مخابرات في CiA .وكانت مسؤولة عن عدة ملفات في الشرق الأوسط .ومتخصصه بالملف العراقي الإيراني . تحمل درجة الدكتوراه في العلوم السياسية وخريجة معهد الاستخبارات، وخريجة المعهد الدبلوماسي ومحترفة في رياضة ” الفنون القتاليّة “ومن اعمدة وزارة الخارجية في التخطيط الاستراتيجي.وسوف تتمتع بصلاحيات اعلى بكثير من صلاحيات السفيرة رومانسكي .حيث لديها صلاحيات اتخاذ القرارات دون العودة إلى البيت الأبيض اي ستكون اعلى من صلاحيات ( بول بريمر ) نفسه . وتعتبر هذه السفينة اقوى امرأة في الخارجية الاميركية .و ستكون اقوى سفيرة في العراق منذ عام ٢٠٠٣ وحتى رحيل ناشطة الفيسبوك السفيرة رومانسكي !
ثانيا :لديها رؤية واضحة للعراق وايران .وقدمتها إلى لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الاميركي، والى اعضاء الكونغرس .وكانت رؤية عسكرية وحربية واضحة المعالم عندما قالت ( أن خطتي ستكون بشكل اساسي الاستعانة بالقوة العسكرية للقضاء على المليشيات.وكذلك ضرب أي دولة تتدخل في الشأن العراقي) وهذا يعني أن حال مساندة إيران لهذه المليشيات سوف تتعرض لضربات صاروخية .وهنا ترسل السفيرة رسالة لجميع دول المنطقة بأن العراق حصة أمريكا وجوهر المحور البريطاني الغربي وبالتالي ممنوع التقرب منه.
ثالثا :-كما وذكرت أنها (ستعمل على تحجيم النفوذ الإيراني ،وكذلك التمدد الصيني في هذا البلد.. وشددت أنها ستركز على تخليص العراق من الاعتماد على الغاز الإيراني لإنتاج الطاقة الكهربائية) وهنا اعطت فرصة للدول الخليجية بتزويد العراق بالغاز .وهذا عنوان حرب اقتصادية وسياسية واضحة ضد إيران والمليشيات وحلفاء إيران في العراق …وهنا تبشر بل بشرت السفيرة بعهد جديد ومختلف تماما في العراق عنوانه ( العراق لأمريكا ) فقط! .. وان هذا الكلام ليس إنشائيا. بل يحمل بين طياته تهديد خطير وسوف ينفذ خلال الفترة القصيرة القادمة وبإشراف هذه السفيرة .
رابعا :الإيرانيون كعادتهم ميّزوا كلمات السفيرة الاميركية الجديدة كونهم لديهم لوبيات قوية جدا داخل أمريكا وداخل المنظمات الدولية وعرفوا أن الأشهر القليلة القادمة في العراق هي أشهر حاملة في جوفها الكثير من الأعاصير المترادفة، وعرفوا ان هذه السفيرة ذاهبة لقيادة التغيير في العراق . فهرول الإيرانيون مباشرة بوفدين مخولين إلى عاصمة اوربية والى نيويورك للتباحث مع المجتمع الدولي والدول الكبرى وبمقدمتها امريكا حول ضمان مصالحها في العراق وعدم أذيتها مقابل التخلي عن المليشيات والفصائل في العراق وعن ٨٠٪ من حلفاءها في داخل العراق، والتخلي عن حلفاء اخرين في المنطقة مقابل تسوية مع المجتمع الدولي . وبالفعل تم الاتفاق على تخلي إيران المليشيات والفصائل والحلفاء مقابل تنازلات من المجتمع الدولي ( سوف نشرحها بمقال لاحق ) .. والتباحث جاري في نيويورك في العاصمة الاوربية .
خامسا:- والأكراد كعادتهم يفتشون عن مصالح قوميتهم وشعبهم فغادر وفد كردي عراقي رفيع المستوى إلى نفس العاصمة الاوربية التي وصلها الإيرانيون للتباحث مع نفس الاطراف المهمة في المجتمع الدولي والتي هي جزء من محور التغيير في العراق. والأكراد ناقشوا الدور الكردي في التغيير القادم مقابل الضمانات للشعب الكردي بشكل عام والى العائلات الكردية السياسية والاقتصادية والاجتماعية بشكل خاص ولازال الوفد الإيراني والوفد الكردي ووفود اخرى هناك !
سادسا: الطرف الوحيد الأطرش بالزفة هو المتمثل ب (الطبقة السياسية الشيعية) التي تصدرت الحكم والسلطة منذ ٢١ سنة ولصالح غير العراق وغير العراقيين. فهي معزولة عن الواقع ولا تدري ماذا يدور .لا سيما هي مكروهة من الشيعة ومن الشعب تماما ،وضدها آلاف الملفات الخطيرة ومنها انتهاكات حقوق الإنسان وسرقة أصول الدولة وتهريب تراث العراق وقمع العراقيين واستخدام سلاح التجويع والاحتقار والذلة والتجهيل وتأسيس المليشيات والخلايا القدرة لقمع الشعب وسرقة حقوق وممتلكات الدولة والناس وقتل المتظاهرين لمرات ومرات وقتل التشرينيين هذا كله سوف يفتح بالضد منهم .وحينها ستطول محاكاتهم هذا إن تمكنوا من الافلات من غضب الشعب وغضب ضحاياهم !
إلى اللقاء بمقالات ذات صلة !
سمير عبيد
١٥ حزيران ٢٠٢٤