الأعور الدجال بين الواقع والخيال

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

بماذا يتميز الأعور الدجال ؟. ما هي مواصفاته – خصاله – طباعه – هويته – قوميته – شكله – ولادته – تحصيله العلمي – فصيلة دمه ؟. هل هو أعور لأنه مولود بعين واحدة، أم لأنه ينظر إلى الحق بعين منحازة 180 درجة نحو الباطل ؟. .
فالروايات المسيحيين تقول: انه عدو للمسيح ويتشبه به بطريقة خادعة. . وفي تراث المسلمين: هو أَعوَر العين اليسرى، كثيف الشعر. من أصل يهودي. .
لكنك لو تصفحت كتب التاريخ لوجدت ان الذي رجم الكعبة بالمنجنيق عام 73 هجرية كانت عينه اليسرى عوراء، وهو الذي احرق بيوت الصحابة، ثم استباح المدينة المنورة ثلاثة ايام بلياليها. وسوف تكتشف ايضاً ان الكعبة المكرمة رُجمت بالمنجنيق قبل ذلك التاريخ وعلى وجه التحديد في عام 64 للهجرة على يد دجال آخر. .
ولكن ما الذي تقولونه لمجرم يهودي، فقد عينه اليسرى، واصبح بعين واحدة (موشي ديان)، وارتكب ما لا يحصى من المجازر الدموية ؟. .
وما الذي تقولونه عن الدجالين الذين تسببوا باندلاع الحرب العالمية الأولى وراح ضحيتها حوالي 20 مليون إنسان منهم 9.7 مليون عسكري، وأصيب حوالي 21 مليون آخرين بإجمالي 41 مليون إنسان ؟. وما الذي تقولونه عن الدجالين الذين تسببوا باندلاع الحرب العالمية الثانية، التي قُتل فيها حوالي 60 مليون إنسان، من ضمنهم 20 مليون عسكري و 40 مليون مدني ؟. .
وما الذي تقولونه عن النتن الدجال الذي يرتكب الآن حملات الابادة الجماعية ضد أطفال ونساء غزة ؟، وما الذي تقولونه عن الذي أوصد بوابات معبر رفح، وحرم الفلسطينيين من الدواء والغذاء ؟. وما الذي تقولونه عن الذين تسببوا باندلاع حروب الخليج الاولى والثانية والثالثة، وأسسوا المنظمات الارهابية التي استباحت دماء العراقيين والسوريين والسودانيين واللبنانيين والجزائريين والليبيين ؟. .
ثم لماذا تخوّفون الناس من شخصية أسطورية خرافية ظلت مترسبة حتى الآن في ذاكرة الشعوب الفقيرة، بينما أنتجت لنا الإمبراطورية البريطانية، والإمبريالية الأمريكية، والمنظمات الصهيونية جيوش وعصابات ومافيات من الدجالين والمشعوذين والسفلة والقتلة ؟. .
هل يمتلك الدجال عند ظهوره اكثر من 1000 قاعدة حربية بما يوازي القواعد الإمريكية الموزعة الآن حول العالم ؟. وهل بإستطاعته ان يحرق غابات فيتنام ويقصف اليابان بقنبلتين ذريتين ؟. وهل بإستطاعته أن يضع أساطيله البحرية وطائراته الاستراتيجية في خدمة إسرائيل ؟. وهل بإستطاعته تزويد إسرائيل بما لا يقل عن 14 ألف قنبلة (إم.كيه -84) زنة ألفي رطل في غضون بضعة أشهر، ونحو 6500 قنبلة زنة 500 رطل، و 3 آلاف صاروخ (أرض- جو) دقيقة التوجيه، و 1000 قنبلة خارقة للتحصينات، و 2600 قنبلة صغيرة القُطر تُسقط جواً ؟. .
ألا يفترض ان يخرج علينا نابغة من نوابغ هذه الأمة ليوقظها من سباتها، ويبين لها من هو الاعور الدجال الحقيقي ؟؟. . . .