تفكيك الأسرة يبدأ من مواقع التواصل الأجتماعي”
بقلم : سمير السعد ..
في العصر الرقمي الحديث، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية. يستخدمها الملايين للتواصل، والتعلم، والترفيه. ومع ذلك، فإن هذه الأدوات القوية جلبت معها مجموعة من التحديات، بما في ذلك تدهور القيم الأخلاقية والاجتماعية.
حيث اثرت وبشكل سلبي هذه وسائل وتعدت على القيم الأخلاقية
بأشكال مختلفة من ضمنها السب والشتم والتنمر عبر الإنترنت ومن خلال هذه المنصات وأعتبر واحدًا من أكبر التحديات التي تواجه مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة بين الشباب. وهذا السلوك العدواني يؤدي إلى مشاعر الإحباط والعزلة، مما يؤثر سلباً على الصحة النفسية.
بالإضافة إلى أن كثير من المستخدمين ينشرون محتويات غير مناسبة أو غير أخلاقية ومحتواها هابط وعديم الذوق ، مما يساهم في نشر الفساد الأخلاقي بين المجتمع. مثل هذه المحتويات تتضمن صوراً وفيديوهات غير لائقة، ونصوصاً تحث على العنف والكراهية. وكذلك البث المباشر عبر المنصات الرقمية التي تتناول موضوعات خارجة عن الآداب والأعراف والأخلاق والكثير منها دليل للمتابع .
وبين الحين والآخر نرى بعض الأشخاص يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي للتفاخر بثرواتهم وإنجازاتهم، وأنسابهم مما يخلق جواً من الحسد والغيرة بين الأصدقاء والأقارب، ويؤدي إلى تدهور القيم الأخلاقية المتعلقة بالتواضع والاحترام.
من خلال المتابعة الدقيقة ووفق المعلومات والاطلاعات لوحظ تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على القيم الاجتماعية بشكل كبير وأثر بها و بشكل سلبي رغم أن وسائل التواصل الاجتماعي تهدف إلى ربط الناس، إلا أنها تساهم في عزلهم فعليًا. من خلال الأفراد يقضون وقتاً طويلاً على الإنترنت على حساب الوقت الذي يمكن أن يقضوه مع العائلة والأصدقاء في الحياة الواقعية.
ناهيك عن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي و يمكن أن يؤدي إلى تدهور العلاقات الأسرية. الأفراد قد يصبحون منشغلين بأجهزتهم الإلكترونية أكثر من تفاعلهم مع أفراد عائلتهم.
ومن اخطر الأمور. ولها تأثير سلبي وخطير هو انتشار الأخبار المزيفة والمعلومات المغلوطة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهذا يؤثر على الثقة بين أفراد المجتمع، ويؤدي إلى نشر الفوضى والتوتر ولا ننسى الابتزاز .
كذلك من التأثيرات والي عملت على تفكيك الأسر بدون ما نشعر على الأغلب حيث بدأ تاثير هذه الوسائل و التواصل الاجتماعي على الأسرة من خلال استخدامها بكثرة وهذا يمكن أن يقلل من الوقت الذي يقضيه الأفراد في التفاعل وجهاً لوجه. بل هذا النقص في التواصل الشخصي يمكن أن يؤدي إلى فقدان الحميمية والتفاهم بين أفراد الأسرة.
وهذا ما نشاهده او نلاحظه حيث اصبح الآباء والأمهات منشغلين بوسائل التواصل الاجتماعي، مما اثر على قدرتهم على تقديم الدعم العاطفي والتوجيه لأطفالهم. و هذا الإهمال يمكن أن يؤدي إلى شعور الأطفال بالوحدة والعزلة.
وقد يودي ويتسبب في حدوث صراعات عائلية نتيجة للاستخدام المفرط أو المحتوى الذي يتم مشاركته. مثلاً، يمكن أن يؤدي اكتشاف الأسرار الشخصية أو العلاقات خارج إطار الأسرة إلى تفاقم التوتر بين أفراد الأسرة.
واحيانا يتعدى الأمر ان وسائل التواصل الاجتماعي قد تشجع على بناء علاقات سطحية غير مبنية على أساس قوي من التفاهم والاحترام المتبادل. هذا النوع من العلاقات يمكن أن ينهار بسهولة عند أول تحدي.
ابضا قد تؤدي إلى العزلة الاجتماعية. قد يجد الأفراد أنفسهم يتفاعلون مع الشاشات بدلاً من التفاعل مع الناس في الحياة الحقيقية، مما يقلل من الروابط الاجتماعية الحقيقية.
بينما تقدم وسائل التواصل الاجتماعي فوائد عديدة، فإن تأثيراتها السلبية على الأسرة والحياة الاجتماعية لا يمكن تجاهلها. من الضروري أن يكون الأفراد واعين للاستخدام المعتدل لهذه الأدوات الرقمية وأن يسعوا للحفاظ على التوازن بين الحياة الافتراضية والحياة الواقعية. وتعزيز التواصل المباشر، وتقديم الدعم العائلي، والحفاظ على علاقات اجتماعية صحية يمكن أن يساعد في الحد من تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي السلبية.