علامتي استفهام وتعجب وخط احمر !؟
بقلم : عمر الناصر ..
عندما تُفرض الحرب على دولة ليست لديها موارد او حتى شيء تخسره ،فهي معركة خاسرة بكافة المقاييس على الدولة المعتدية ، لذلك يكون الذهاب لاخذ خيار استبدال الحرب التقليدية والتحشيد والتعبئة العسكرية من قبل الاخيرة بالحروب الداخلية الناعمة وتغذية الصراع المذهبي والطائفي والقومي كسياسة ناجعة لنخر المجتمعات من الداخل كما حدث في البوسنة والهرسك في عام ١٩٩٢ في مجزرة سيربينتشا ، والحرب الاهلية في راوندا عام ١٩٩٠-١٩٩٣ بين قبائل الهوتو والتوتسي، والحرب الاهلية اللبنانية التي استمرت من عام ١٩٧٥ إلى عام ١٩٩٠ وأسفرت عن مقتل ما يقدر بـ ١٢٠ ألف شخص ، وانتهاءاً بالحرب الطائفية في العراق بين عامي ٢٠٠٦-٢٠٠٧ التي كان التخريب فيها مزدوج الاول هو هدم الدولة ومؤسساتها والثاني دق الاسفين بين طبقات المجتمع من خلال ديمومة تغذية غرس الافكار الراديكالية والتعصب الاعمى والتوريد العكسي لمصطلحات هجينة حلت محل مبدأ المواطنة التي من المفترض ان تكون المعيار الاساسي في التعامل بين الافراد، واتباع منهجية التآكل التدريجي من خلال سياسة القضم المبرمج كوسيلة فاعلة لنخر الخصم من الداخل ، ليكون شكل وهيئة الدولة على غرار عصى الخيزران خاوية من الداخل وصلدة من الخارج ، لذلك فأن الحرب في منطقة الشرق الاوسط هي حرب سياسية والادوات المستخدمة فيها عقائدية دينية ، تم استخلاص العقد التاريخية المختلف عليها وتجييرها وإذكائها واخراجها بطريقة هوليودية كالحركات الجهادية التي تحتها الف خط احمر، استثمرته جهات شرقية وغربية لبقاء العراق موحداً وضعيفاً.
من يقل بأن التاريخ يكتبه الثقاة فلينظر لمن سيكتب تاريخ هذا اليوم ويحكم بالانصاف ويضع علامة استفهام وتعجب وخط احمر تحت ذلك ، ونسأل هل يصح لمن دق الاسفين واثار الفتن الطائفية والعنصرية والمذهبية ودعى الى الاحتراب الداخلي والتدليس والتنكيل واستئجار اقلام “قوبية” لشق عصى الشارع وتفتيت النسيج المجتمعي، ان ينظر ويثقف لمبادئ وافكار الوطنبة النقية ويلبس لباس المدنية والليبرالية . في ظل صمت مطبق من قبل اصحاب القضية ، وسط كم هائل من افواه باتت للايجار وجعلت من الظلم والاستبداد والوقوف ظهيراً للفاسدين كذخيرة تستخدم عند المساومات والخلافات السياسية التي اسست ووضعت المبادئ المستندة على شكل هرم مقلوب بعيداً جداً عن معايير الانصاف والمهنية .
انتهى ..
خارج النص / اصبحنا ضحية المثالية المفرطة في وقت تسود فيه الشعبوية والتفاهة بادق مفاصل الحياة.