المقالات

هذه صورتنا بالألوان العراقية

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

هذا العراق: أقوم البلدان قبلة، واعذبها دجلة، واقدمها تفصيلا وجملة، وهذه تركيبته المزينة بالألوان المسيحية والايزيدية والمندائية والشبكية والإسلامية واليهودية والكاكائية والبهائية. وهذه جذوره العربية والتركمانية والكردية والسريانية. وملامحه السومرية والبابلية والآشورية والكلدانية والأكادية والحضرية. .
هذه هويتنا في كل بقعة من بقاع الأرض، ولا نسمح لأي جاهل أو سافل أو غافل بتشويه صورتنا الموروثة منذ عشرات القرون. فمن كان يحبنا وينتمي الينا ينبغي ان لا يسمح لأحد بالتطاول على أي مكون من مكوناتنا العرقية والطائفية والقومية والريفية والبدوية والجبلية. .
هكذا خلقنا الله، وهنا نشئنا وترعرعنا، ولابد ان نسعى لتعميق علاقاتنا الوطنية والأخوية مع بعضنا البعض. بلا فوارق، وبلا تمييز، وبلا تنابز، وبلا منغصات. .
تباً لفضائيات السفهاء التي لا شغل لها سوى بث الفرقة وزرع الفتنة، وتباً للكيانات السياسية الطارئة والمستحدثة التي صارت تلوّح بشعاراتها القائمة على المفاهيم العنصرية الضيقة. هؤلاء لا مستقبل لهم، ولن تقوم لهم قائمة، فالمفاهيم والشعارات العنصرية لا تمتلك قوة التماسك، ولا تمتلك عمق الترابط، ولا يمكنها النمو والتسلق فوق جدران مجتمعنا المعروف بالتعددية. .
نعم: لدينا فوارق. لكنها محببة إلى نفوسنا، فطريقة اعداد طبق الباميا في البصرة تختلف تماما عن طريقتها في الموصل، وانصار فريق الزوراء لكرة القدم لا ينسجمون أبدا مع أنصار فريق الجوية. وطرق صيد الأسماك في دجلة تختلف عن طرق الصيد في الأهوار أو في شط العرب. فوارق وخلافات سطحية نعتز بها، وكل قوم بما لديهم فرحون. ليست لدينا مشكلة أبدا. مشكلتنا الوحيدة تكمن في طريقة تفكير اصحاب العقول المشفرة، والرؤوس المتحجرة المصفحة، والنفوس المريضة. .
ختاماً: للبحر مد وجزر، وللقمر نقص وكمال، وللفصول صيف وشتاء. أما العراق فلن تتغير ألوانه ولا تتبدل تركيبته السكانية. .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى