بقلم : سعد الأوسي ..
منذ ان اغلق الفيس بوك صفحتي ذات المليوني متابع والتي كانت تحوي سفراً حافلاً من مقالاتي وتغريداتي واخباري ومواقفي، وتوصلني بجمهور القرّاء الاصدقاء الذين كانوا وما يزالون بوصلة مساري و متّضح رؤيتي وميزاني الأرجح،
وانا اشعر بخسرانٍ كبير و خيبةِ مسعى وقلّة حيلة وعجز.
وقد كنت اعددت العدّة ليوم كهذا توقعته واحتطت له بشتى الوسائل والكوادر والامكانات، لذلك رفعت الى جمهور متابعيي و قرّائي على الفور صفحتي الثانية التي كنت ادخّرها لمثل هذا اليوم، وفيها اكثر من خمسة ملايين متابع وصديق.
وكنت اريد من هذه الصفحة البديلة ان تكون صلة الوصل (الطوارئ) بيني وبين الاخوة والاصدقاء والقرّاء الذين يتابعون الصفحة وفي الوقت ذاته ان تكون مصيدتي التي تفضح لي هوية الهكرز او الجهة التي تقف وراء غلق صفحتي تلك، لانيي كنت على يقين ان الذي ضرب الصفحة الاولى لابد ان يسعى الى ضرب الصفحة الثانية بذات الاداة والطريقة
، مع انني كنت في شبه يقين من الجاني او الجناة الذين استهدفوها، لانها كانت مصدر قلق وازعاج الفاسدين واللصوص والعابثين من اهل السياسة والسلطة والحكم، فهم وحدهم الذين يمتلكون الموارد والادوات والاموال والقدرة المستمدة من استغلال المنصب الحكومي.
وخلال ثمانية واربعين ساعة فقط اغلقت الصفحة الثانية ايضاً، ثم ضربت صفحة موثقة اخرى عائدة لمؤسستي الإعلامية في اليوم التالي بسرعةٍ ملفتة توحي كأن الآمر بمطاردة وغلق هذه الصفحات كأنه ابن عم الفيس بوك (شگ المنشار) !!!
و قد آليت على نفسي ان اتابع هذا الأمر بكل ما أوتيت من عناد واصرار وقوة وخبرة حتى اصل الى العفريت المختبئ في فمقم الحكومة الذي يلبّي طلباتها بكامل اذعانه وعبوديته وهو يردد شبيك لبيك عبدك وبين يديك.
اتصلت بهيئة الاعلام والاتصالات وبعد مراسلات بينهم وبين العم فيس بوك اكدوا لي انهم لا يعرفون ولن يستطيعوا ان يعرفوا في المستقبل لان عينهم غير بصيرة ويدهم جدُّ قصيرة، ثم اتصلت بجهاز الامن الوطني فقال انه ليس جهة اختصاص في هذا الشأن و سألت اهل العلم الاخوة في جهاز المخابرات فقالوا نعوذ بالله ان نكون من الظالمين !!!!.
حينها عقدت العزم على طرق باب مقام السيد مارك زوكربيرج تقدّس سرّه وشد الراية عند شباكه الطاهر وسؤاله عن سرّ اغلاق صفحاتي الجميلات دون جناية او ذنب، ولان السيد مارك من الاولياء الصالحين وصاحب شارة (ينطيها بالگصة) جاءني جوابه سريعاً موثّقاً قاطع اليقين يفيد بان الايميل والموقع الذي تلاعب وبلّغ لاغلاق الصفحة هو إيميل وموقع رسمي وإذ بالضغط عليه يظهر انه يعود لمكتب رئيس الوزراء في العراق !!!!
وبين العجب والغضب والزعل والخيبة، عاتبت في نفسي دولة الرئيس شخصياً لانني اعتبرت ان الصداقة والاخاء والعهود المشتركة بيننا لسنوات خلت كان يجب ان تمنع عنّي مثل هذا الاستهداف المقصود خاصةً وانني رعيا لذلك الاخاء والمودّة والعهد كثيرا ما منعت قلمي عن الكتابة فيما ارى من اخطاء و مؤاخذات واخفاقات تحصل في الاداء الحكومي، مع شعوري العميق بعدم الرضا وتقصيري في واجبي المهني والاخلاقي الذي يحتم عليّ ان لا اجامل في الحق والواجب، ولكن يبدو ان هوى نفسي غلبني هذه المرة وكان عقابه الرباني العادل العاجل ما لحقني جرّاءه من اذىً وضررٍ اكثر من مرّة كان ختامها غلق صفحاتي على الفيس بوك.
و لم يحتج الامر مني الى كثير بحث وسؤال لاعرف ان محمد جوحي و مجموعته هم الذين كانوا وراء غلق صفحاتي تلك، في مشروعهم الغبي للسيطرة على وسائل الاعلام واخراس اهل الرأي والفكر في استعادة حقيرة للعهد الدكتاتوري الذي ولّى غير مأسوف عليه. هذا غير عمليات التنصت المشينة التي كانت تمارسها شبكة جوحي على كبار القادة السياسيين والاحزاب الفاعلة والاحتفاظ بتسجيلات خاصة لهم كنقاط ضعف لغرض المساومة السياسية وهي جريمة تعدل الخيانة العظمى في اثرها القانوني وسبق ان اطاحت بالرئيس الامريكي نيكسون و عُدّت نكسةً في التاريخ السياسي الامريكي و سميت وقتها فضيحة (ووتر جيت) ،
ولا ادري هل يجب ان نسمي مافعله جوحي ومجموعته (جوحي غيت) ام يجب ان ننتظر نتيجة التحقيقات القضائية التي ستكشف لنا المسؤول الحقيقي عن هذا الامر لنسميها باسمه ؟؟؟.
وحفظا للحق والحقيقة تقدمت اليوم بشكوى قانونية في المحكمة ضد المدعو محمد جوحي ومجموعته على استهدافهم لي ومحاولتهم اسكات صوتي دون وجه حق في مخالفة قانونية ودستورية يجرّمها ويعاقب عليها القانون، واعتقد جازماً ان خيوط هذه القضية ستكشف هي الاخرى حالات عديدة مشابهة حدثت لزملاء ووسائل اعلام و مواقع وصفحات الكترونية اخرى، وهو امر يجب ان نبتره و نقبره في مهده العفن كي نضمن عدم تكراره مرةً اخرى بالاستقواء والسلطة الغاشمة والطموحات المريضة التي تسعى الى هيمنة مؤبدة على مقاليد الحكم باي شكل وثمن، لاننا لن نتنازل عن حقوقنا في حرية الفكر والرأي وعن مظاهر الديمقراطية التي دفعنا من اجلها انهارا من الدماء الغالية حتى وان بدت متعثرة مرتبكة الاداء في بعض الاحيان لا يماننا انها لابد ان تترسخ وتستقيم وتقوى مهما استغرقت من زمن، وان تداول السلطة هو الحد الادنى من هذه الديمقراطية الذي لن نسمح بان يتلاعب به اصحاب الطموحات والاطماع الذين يريدون اعادتنا الى عهد القائد الاوحد الذي يحكم من المهد الى اللحد هو وابناؤه المقدسون.
الزمن تغيّر والساعة لا تعود الى الوراء و الموهومون مصيرهم سجلات النسيان و عار التاريخ الذي لايرحم.
تنويه أخير / تعبيرا عن قيم الرحمة والتسامح التي تملأ قلبي اعلن انني ساتنازل عن الدعوى التي اقمتها ضد محمد جوحي في حال اعلن ندمه وتوبته عن افعاله الخسيسة واعترف بمن يقف وراءه ومن امره بارتكاب هذه الجرائم !!!؟؟
وعود گولوا سعد الأوسي قاسي
والعباس ازعل عليكم……!!