الشماتة تليق بالجبناء .. الجزء الاول والثاني
بقلم : سعد الأوسي ..
(( ١ ))
لم انتم الى حزب كل حياتي وما ازال.
مع الانتماء الذي نشأت في زمنه كان مزيجا من الوجاهة و الحماية بطاقة مرور خضراء في الحياة والدراسة والعمل.
وكنت اعتقد بيقين راسخ ان الدين والمذهب والطائفة شأن خاص جدا بينك وبين ربك لا يمكن تحويله ابدا الى امتياز اثني او موقف سياسي او هوية اجتماعية، وما ازال.
حتى بعد ان اصبح العنوان الطائفي سلاحا واداةً و (باج) تعريف يسمح لحامله بدخول عالم المال والاعمال والمناصب السياسية لانه (من جماعتنا).
كنت وما ازال أؤمن ان الهوية الوطنية هي المعيار الفيصل والسقف الاعلى والملاذ الآمن الذي يحمي الجميع تحت مظلة المساواة والعدالة في الحقوق والواجبات.
وكنت وما ازال ارى ان الهوية القومية الشوفينية محض هراء و دعوى جاهلية منتنة كما وصفها خير البرية وسيد ولد آدم محمد صلوات الله عليه وعلى ال بيته لانه لافرق بين عربي واعجمي الا بالتقوى، واعجمي لمن لا يعرف تشمل كل القوميات الاجنبية غير العربية وليس العجم سكان بلاد فارس كما يتوهم بعض المتفيهقين.
لذلك كان بلال الحبشي وسلمان الفارسي وصهيب الرومي سادةً بالاسلام اجلّاء بحسن الاسلام وصحابة نبيّه، يحترمون وينالون اعلى المراتب الاجتماعية رغم انهم كانوا غرباء فقراء في مجتمع ارستقراطي طالما ميّز الناس قبل الاسلام بحسبهم ونسبهم واموالهم ومكانتهم.
وتأسيسا وتماهيا مع كل ماسلف وجدتني دائما انحاز وانتمي وأؤمن واقاتل من اجل عقيدتين لا ثالث لهما، اولها الوطن وثانيهما الانسانية وهما عمدان اساسان في جميع الاديان والاعراف والاخلاق.
من هنا شعرت في الايام القلائل الماضيات بمزيج مؤلم من الزعل والغضب والحزن والازدراء لمواقف بعض الحمقى والجهلة و مرضى النفوس الاغبياء المحتفلين بموت السيد حسن نصر الله على يد اليهود الصهاينة الدّ خصوم واعداء الدين والانسانية والقومية و الاخلاق، الذين لم نختلف يوما على مدى التاريخ في تقييمهم.
لم اصدق ما رأيت من احتفال البعض و شماتتهم وسعادتهم بموت هذا الرجل المجاهد حقاً و صدقاً قولا وفعلاً، ليس بمعاييرنا نحن المشتركون معه في الدين والجلدة والهوية، بل بمعايير كل الاحرار والمناضلين واصحاب الفكر والقضايا العادلة في عموم ارجاء الكرة الارضية.
(( لم اقل الشهيد رغم ايماني الأكيد الواثق بالله ودينه الحق انه واحد من سادة الشهداء على مدى تاريخ النضال الانساني، لانه لم يعرف الا مقاتلا مدافعا عن حقوق وطنه وامته ودينه المستهدفة جميعا من كيان صهيون، و لولاه وصحبه المجاهدون لكان لبنان جنوبه و شماله مجرد مداس لاحذية الجنود الاسرائيليين و سرف دباباتهم.
والتاريخ الحديث المؤرشف بالحدث والخبر والورق والقلم والصورة والصوت خير شاهد على ذلك، ومن اراد ان ينكر او يعاند او يستهبل فليمزق بطنه غيظا، لان شمس هذه الحقائق وعطر بطولاتها الفواح لا تحجبها الغرابيل و لا تعطنها الاقاويل.
الشماتة تليق بالجبناء .. الجزء الثاني
بقلم : سعد الأوسي ..
(( ٢ ))
حسن نصر الله بطل و شهيد رغم انف من رغم.
و حسن نصر اشراق باهر في التاريخ لن يمحى نوره مهما مسحوا ولطخوا و زوروا و افتروا وكذبوا عليه.
و حسن نصر الله خسارة للعرب و للمسلمين وللانسانية جمعاء لانه رجل قلّما يجود الزمان بمثله.
و هو في عليين مع الانبياء والشهداء والصديقين وحسن اولئك رفيقا عند رب كريم عادل رحمن رحيم صادق الوعد.
هل يعقل ان يصل الغباء ببعض (العربان) المتأسلمين ان يحتفلوا باستشهاد حسن نصر الله على يد اليهووود الصهاينة ؟؟؟
ومتى حدث ذلك قي تاريخ الاسلام يا اولاد العواهر !!!؟؟؟
أقولها ملء الفم واتحمل وزرها و عواقبها بضمير مستريح : اجل انتم اولاد عواهر، لان من يحتفل بموت اخيه وابن دينه وابن جلدته لايمكن ان يكون ابن فراش طاهر.
هل وصل بكم الغباء الطائفي الى حد ان تنصروا وتنتموا الى الد الاعداء لانهم صاروا يغتالون اندادكم وخصومكم، تحت عنوان عدو عدوي صديقي !!!؟؟
اي منطق جاهل غبي واي كفر بالدين والقيم و الاخلاق !!!؟؟
سيقول بعض المتحاذقين فيكم انكم تحتفلون ليس بغضاً بالسيد ولاحبا باسرائيل انما عداءً و كراهية بايران !!!.
و اقول لكم حتى وانتم تكرهون ايران وترفضون هويتها الطائفية كما تقولون ( معتبرين ان دعم ايران للسيد نصر الله وحزبه يضعه في ذات خانة الكراهية عندكم مع ان الرجل رحمه الله لم يجد منكم يداً تمتد له بالنصرة والعون في قضيته وحربه العادلة ورفضها، كنتم جميعا مبلسون صامتون لم تنصروه حتى ولا بأضعف الايمان بينما ايران فعلت وبكل ما تملك من مال و عدّة وسلاح)
اقول رغم ذلك وحتى بعد كل ماحدث بيننا شيعة و سنة من خلاف واختلاف وصراع وتناحر و جراح ودماء، يجب ان لا نفقد البوصلة و لانبيع كلّنا ببعضنا تحت هذه الحجج والعناوين، ان صحّت وان بطلت، فالدم لا يصبح ماءً و الاخ لايكون عدوا حتى وان قتل قابيل هابيل في بدء الخليقة.
ناهيكم عن كل ما يمثله حسن نصر الله و صحبه وحزبه من شوكة في عيون الاعداء يجب ان لا تكسر ابدا، لانها شوكتكم وسيفكم ودرعكم،
والقضايا العظيمة على مدى التاريخ لا بدّ لها من خسائر هنا وهناك، وربما تحدث الاخطاء والخطايا في المسار رغم قداسته و عدالة القضية و طوباوية الفكرة، وانظروا الى اعظم فترة في التاريخ الانساني والعقائدي فترة الرسالة المحمدية وصدر الاسلام اثناء حياة النبي الاعظم و صحبه وبعد ان عقبه خلفاءه الراشدون.
الاخطاء تحدث والرجال يصيبون و يخفقون والاحداث تتعقد و تتفاقم والخسائر تتناثر هنا وهناك لكن ذلك مهما فدح لا يمكن ان يعمي البصر والبصائر و يضلّ القلوب و الضمائر فيجعلنا نرى العدو اللدود اخاً وصاحبا، او نعدّ الاخ والصاحب و شريك الدين والهوية والعقيدة والانتماء خصماً وعدواً مهما كانت الاسباب.
تقاتل العرب اربعين سنة في بسوس الجاهلية ثم عادوا اهلا واخوانا
وتعاهدوا و تحزّبوا لقتال محمد ( ص ) اكثر من عشر سنوات ثم قال لهم يوم ظفر بهم لا تثريب عليكم اليوم اذهبوا فانتم الطلقاء.
وكان التاريخ ومايزال حافلا بكثير من الدماء و حروب الاخوة الا انهم كانوا يعودون الى اصولهم و فطرتهم في المحبة والاخاء ويطوون صفحات البغضاء.
فلماذا اعمتكم الاحقاد حدّ ان صرتم تحتفلون وتشمتون بالموت بل بالشهادة البطلة بدل ان تفتخروا بها وتبيّض اعينكم من الحزن على الفقد والخسارة؟؟؟
ولماذا تردّ عدوتكم ايران على القتلة الملعونين بالحديد والنار والموقف الشجاع بينما انتم ايها المخصيون العملاء السفلة تنشرون صور السخرية على صاروخ لم ينفجر او آخر سقط في غير موقعه خطأً !!؟؟؟
اترون في اي مستنقع صرتم تعيشون !!؟؟
والي اي حضيض تهوون ؟؟؟
حذاء السيد الشهيد حسن نصر الله الذي ربما تمزق بشظايا القنابل الصهيونية أطهر من اطهركم يا اولاد العواهر.
وقطرة من دمه الزكي كفيلة ان تطفئ نيران احقادكم العمياء على مدى التاريخ، يوم تحاسبكم الاجيال القادمة وتبصق في وجوهكم.
احتفلوا وارقصوا على خيباتكم
اما نحن فسنحزن عميقا ونذرف الدمع على شهيدنا البطل المقدس، ولكننا في الوقت ذاته سنخلفه بالف حسن نصر الله آخر يكمل مسيرته ويرفع رايته و يحمل قضيته، يقاتلون عدوا الله وعدوّكم وآخرين من دونهم، حتى يأذن الله بنصره وفتحه القريب، حينها سنقبل عليه بوجوهنا المشرقة الضاحكة المستبشرة التي نصرت دينه واعلت كلمته ونقول له اننا عشنا ومتنا ونحن حزبه حزب الله الناصر المنصور المؤيّد، واننا نسل الدم الحسيني العظيم الذي انتصر على السيف وكسره ومحا ذكره، وان الامس لنا واليوم لنا وغدا باذن الله.
شاهت وجوه القوم الظالمين ولا نامت اعين الجبناء.
الا ( ان حزب الله هم الغالبون)
الا (ان حزب الله هم المفلحون)
صدق الله العليّ العظيم