المهندسون صناع قرار!؟
التأثير المتزايد للكفاءات الهندسية في السياسة العراقية..
بقلم د.المهندسة وسن الدوري ..
شهد العراق في السنوات المنصرمة تحولًا مهمًا بدور المهندسين في السياسة، حيث أصبحوا أكثر تأثيرًا في صنع القرار السياسي ، لم يعد ادائهك مقتصر على العمل في المشاريع الهندسية والفنية فقط، بل أصبحوا جزءًا أساسيًا من العملية السياسية في البلاد، انعكس تأثيره بشكل متزايد على الكفاءات الهندسية في رسم السياسات العامة وتنفيذها، سيما ان الكفاءات في هذا المفصل وبفضل خلفياتهم العلمية والتقنية، التي تتمتع بقدر عالٍ في معالجة القضايا المعقدة التي تواجهها الدولة العراقية، كتحديات البنية التحتية، والطاقة، والإعمار، والتخطيط العمراني. وبقية المشاريع الاستراتيجية المهمة للدولة ، والذي يتمتع اغلبهم بمهارات التحليل ، وتقديم حلول عملية للتحديات السياسية والاقتصادية التي تواجه العراق
ومن بين أبرز تلك النماذج الذين أصبحوا سياسيين في العراق، تبرز شخصية السيد محمد شياع السوداني رئيس الوزراء الذي يمتلك مهارة وخبرة متراكمة في مجال الهندسة الزراعية، استطاع تقديم انموذجًا متميز لهذه الطبقة من خلال احترافيته في إدارة الازمات ، وقدم حلولًا علمية ومدروسة للتحديات التنموية التي تواجه العراق، وهو يواصل ترك بصماته في إدارة ملفات اقتصادية معقدةص واجتماعية هامة.
محمد الحلبوسي رئيس البرلمان العراقي، نموذج اخر بارز للمهندسين الذين نجحوا في الوصول إلى مناصب قيادية وسياسية رفيعة يحمل شهادة في الهندسة المدنية، وشغل منصب رئيس البرلمان العراقي في فترة صعبة ومعقدة ، استطاع أن يبرز كقائد سياسي، وركز على تبني الإصلاحات السياسية والتنظيمية، وعزز دور البرلمان بعملية المراقبة التشريعية، من خلال الجمع بين الخبرة الهندسية والقدرة على القيادة السياسية لايختلف كثيراً عن شهادة الدكتور حيدر العبادي رئيس وزراء العراق الاسبق واحدى الشخصيات الهندسية التي أثرت بشكل كبير في السياسة والذي يحمل شهادة في الهندسة الكهربائية، الذي تولى منصب رئيس الوزراء في فترة حرجة، واستطاع اخراج البلاد من عنق الزجاجة من خلال معركة التحرير ضد تنظيم داعش، الذي كان يتمتع بقدرة عالية على التفكير الاستراتيجي واتخاذ القرارات الحاسمة التي ساعدت على إعادة بناء العراق في مرحلة ما بعد الحرب، بالإضافة إلى هؤلاء، هناك العديد من المهندسين الذين تولوا مناصب في الحكومة المحلية أو في الأحزاب السياسية، حيث ساهموا في تطوير سياسات التخطيط للدولة.
الخاتمة ..
إن زيادة تأثير المهندسين في السياسة الداخلية يعكس أهمية دمج تلك الخبرات في صناعة القرار. كيف لا وهم يمتلكون العقول والمهارات على تقديم حلول عملية مبنية على أسس علمية رصينة للمشاكل المستعصية التي يواجهها العراق، من خلال تعزيز دورهم الريادي، الذي يُمَكن الدولة أن تسجل تقدمًا كبيراً في تطوير بنيته التحتية وتحقيق اهداف التنمية المستدامة.