غورباتشوف بلونين: أحمر وبرتقالي
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
بعد مضي 35 سنة على البيريسترويكا التي استعان بها ميخائيل غورباتشوف لتمزيق الراية الحمراء وتفكيك الاتحاد السوفيتي. وبعد ان تسببت موسكو الحمراء عام 1990 بفقدان سيطرتها على مواردها الأساسية، وبان عليها الضعف والانكسار. وتسببت بإنهيار حلف وارشو، عادت روسيا بعد ذلك إلى نقطة الصفر بعد ارغامها على اجهاض 15 دولة (شرقية وغربية) خرجت كلها من رحمها في يوم واحد. .
يبدو ان البيريسترويكا عادت الآن على يد رجل عرفه العالم كله بوجهه البرتقالي، وسوف يكتب التاريخ ان ترامب البرتقالي هو السبب الرئيس لتفعيل البيريسترويكا الأمريكية، والدليل على ذلك قراراته الارتجالية الطائشة التي اطلقها في الأسبوع الاول من عودته إلى البيت الأبيض. والتي جعلت كل من كندا والمكسيك والدنمارك والصين وكولومبيا والاتحاد الأوروبي تتخذ قرارات رادعة وحاسمة للوقوف بوجهه البرتقالي الملتهب بالتهور. .
فما ان وصل غورباتشوف البرتقالي إلى المكتب البيضاوي، حتى بدأ بتوقيع سلسلة من القرارات والأوامر التنفيذية لإلغاء وتجميد قوانين اتخذتها الإدارات السابقة، بينما تعهد في ثلاث خطابات ألقاها في يوم تنصيبه باتخاذ جملة من القرارات الخارجية والداخلية التي زعم انها سوف تعيد الولايات المتحدة إلى العصر الذهبي، وهدد بفرض رسومه الجمركية والضريبية على معظم البلدان المتحالفة معه وغير المتحالفة معه. هكذا خبط عشواء، ثم سارع في اليوم التالي إلى فرض رسومه التعسفية على منتجات دول منطقة اليورو، وخصوصاً ألمانيا التي تتمتع بأعلى فائض تجاري مع الولايات المتحدة. ثم استفاق في اليوم الثالث ليتوعد باللجوء إلى القوة من اجل بسط نفوذه على قناة بنما، ويطالب بترحيل سكان غزة إلى مصر والأردن. .
وفي خضم هذه القرارات المربكة والمتسارعة تسلل وزيره (إيلون ماسك) خلسة إلى نظام المدفوعات في وزارة الخزانة الأميركية. وهو نظام سري ومعقد يشرف كل عام على إدارة تريليونات الدولارات، ما أثار فزع الشعب الأمريكي كله. فتصاعدت صيحات الانفصال التي انطلقت اولا من ولاية كاليفورنيا ثم ولاية تكساس. ثم التحقت ولاية نيوهامبشير بتلك الدعوات تحت شعار (خروج نيوهامبشير) NHEXIT NOW) على غرار الشعار البريطاني الذي أطلق قبل سنوات للخروج من الاتحاد الأوروبي والذي اتخذ اسم Brexit. . .
من ينظر إلى قرارات غورباتشوف البرتقالي يشعر انه نسخة طبق الأصل من غورباتشوف الأحمر. .