التواضع… ميزان العدل وبساطة السلوك
بقلم : نورا المرشدي ..
في كل مجتمع يطمح إلى الرقي، يشكل تواضع من يتولى المسؤولية حجر الأساس في بناء الثقة والاحترام المتبادل. فالتواضع لا ينتقص من قيمة الإنسان، بل يزيده وقارًا، ويكسبه محبة الناس وتقديرهم.
حين يتحلى الإنسان بالتواضع وهو في موقع تأثير أو مكانة رفيعة، يصبح قريبًا من الجميع، يستمع للآراء بعقل منفتح، ويعامل الناس بعدل وإنصاف، بعيدًا عن التكبر أو التسلط. يفتح بابه بلا حواجز، ويجعل من موقعه وسيلة لخدمة الآخرين، لا وسيلة لفرض الذات.
قال الله تعالى:
{ وَعِبَادُ الرَّحْمَـٰنِ ٱلَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى ٱلْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ ٱلْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَـٰمًا }
– الفرقان: 63
ورغم مكانته العالية، يضع مخافة الله نصب عينيه، فيزن الأمور بميزان الحق، ويتخذ قراراته بروح المسؤولية والضمير الحي، مؤمنًا بأن العدل أساس كل نجاح، وأن الاحترام لا يُفرض بالقوة بل يُكتسب بالسلوك.
نُقدّر كل من جعل من التواضع خُلقًا، ومن العدل منهجًا، ومن خدمة الناس غاية، فبمثل هؤلاء تُبنى الأوطان، وتُصان الكرامات، ويُصبح العمل بيئة قائمة على الثقة والاحترام المتبادل.
فالتواضع لا يضعف المكانة، بل يرفعها، وهو الهيبة الحقيقية التي لا تُشترى ولا تُمنح، بل تُزرع في النفوس وتثمر في المواقف