المقالات

ريشة وقلم .. قتال الجند بين الهند وبلاد السند..

بقلم : علي عاتب ..

الترسانة الهائلة للحقد المتجذر عبر عقود خلت بين الجارتين باكستان والهند، يشعل فتيلها رئيس وزراء الهند (ناريندرا مودي) بإطلاق عملية السِندور العسكرية في السابع من أيار/ مايو 2025في كشمير، الخاصرة الرخوة، والأقليم الذي زرعه الإنكليز ليكون برميل بارود يتم إستخدامه متى يشاؤون للعبث بأمن الدولتين النوويتين المتاخمتين في صراع دولي يقف وراءه تنافس إقتصادي كبير بين الولايات المتحدة الأمريكية ومن يدور بفلكها ، وبين الصين ومن يدعمها في حرب كونية ثالثة غير معلنة محورها طرق التجارة الحديثة .
وقد أدى هذا التطور إلى تصاعد متسارع في حدة التوتر بين البلدين، على أثر الضربات العسكرية الهندية وقبلها الإجراءات التي شملت إغلاق معبر (واغه – أتياري) الحدودي، وتوجيه إتهامات صريحة لباكستان بدعم الإرهاب العابر للحدود، وفي المقابل ردت إسلام آباد بخطوات تصعيدية مضادة تضمنت تعليق إصدار التأشيرات للمواطنين الهنود، وإغلاق المجال الجوي أمام الطيران الهندي، والقصف الجوي والصاروخي وتبادل المناوشات العسكرية مع إجراء تجارب صاروخية، إذ تم إطلاق صاروخ “عبدلي” وسلسلة “فتح” ، مما أضفى بُعدًا عسكريًا ودبلوماسيًا متعدد الأوجه على الأزمة الحالية .
ومما زاد الطين بلة قرار الهند بتعليق العمل بمعاهدة مياه السند، وإعتبرته باكستان بمثابة تجاوز الخطوط الحمراء، ويُعد هذا الملف الحساس مسألة أمن وجودي، وأي تهديد فيه قد يدفع إسلام آباد إلى تفعيل عقيدتها النووية، والتي تتضمن إستخدام السلاح النووي في حال تعرض أمنها القومي لتهديد جوهري، مما يضفي طابعًا كارثيًا محتملًا على أي تصعيد غير محسوب، وتصادما مفتوحا على كل الإحتمالات.
علي عاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى