الكرامة تبدأ من صندوق الاقتراع
بقلم : جواد التونسي ..
الكرامة لها عدة معاني واولها الكرامة الشخصية التي تتعلق باحترام الشخص لذاته ورفضه للمهانة او الاستغلال والخنوع، وهناك الكرامة الانسانية وهي حق طبيعي من حقوق المواطن بان يعامل باحترام وعدالة، دون تمييز او انتقاص, وتشمل القدرة على العيش بكرامة، اي بشرف واستقلالية دون خضوع للذلة او الاهانة، وشراء الذمم والابتزاز، من هنا نبدأ موضوعنا الاساسي الا وهو” الكرامة تبدأ من صندوق الاقتراع” ، وهنا يجب على الناخب أن يكون واعياً ويحذر من الذين يطلقون الوعود الكاذبة في كل عملية انتخابية من أصحاب النفوذ والسلطة، فيجب على الناخب أن لا ينخدع مجدداً بشعارات هؤلاء التي تريد فقط خداع الناس من أجل الحصول على أصواتهم، حيث ان بعض أصحاب السلطة والنفوذ تحركوا بشكل مبكر نحو الناخبين من خلال إطلاق الوعود الكاذبة، ومساعي محاولة خداع الناس بتنفيذ بعض طلباتهم، من فرش السبيس واكساء الطرق الزراعية وغيرها من المغريات التقليدية التافهة الاخرى , فهنا يجب على الجهات الرقابية المختصة في المفوضية مراقبة ذلك ومنعه ، خاصة استغلال أموال الدولة في الترويج الانتخابي، وان المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ، وهذه رسالة تحذيرية من بعض الكتاب والصحفيين المستقلين وانا منهم، كفى استهتار بحق هذا الشعب المظلوم, وان عراقنا عراق الشرفاء ليس غنيمة بل ان العراق ” وطن ” ، وانها ليست انتخابات عادية بل انها مصيرية حد النخاع ، و”اللبيب بالإشارة يفهم” ،العراق لن ينهض بهؤلاء الكهول السياسية المتهرئة التي غرقت بالفساد ، والناخب حين يصحو يرفض الذل والهوان والابتزاز والمغريات المذلّة لكرامة الانسان، ليس بيننا صحفي او اعلامي مرشح واكثريتنا نحن البواسل ” الصحفيون” لا ننتمي لأي جهة سياسية او حزب ملوث او تكتل مشبوه ، نحن اصحاب الكلمة الحرة الصادقة ابناء صاحبة الجلالة والسلطة الرابعة ، شخّصنا الخلل من اول سنة بعد الاحتلال ، وعرفنا الحقيقة ومجريات الامور وما يدور خلف كواليس الاحزاب المتنفذة وما فيات الفساد واللصوص وشذاذ الآفاق ، وعرفنا الحقيقة المطلقة بأن هؤلاء يعودون كل دورة انتخابية بوجوههم نفسها ، واحياناً بأقنعة جديدة ثعلبية ” يعطيك من اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب ” ، مرة بقائمة مدنية وثانية بقائمة مستقلة وثالثة بقائمة وطنية واخرى بقائمة تحالفية مبطنة، لكن المضمون والجوهر نفسه يحمل في طياته المبطنة والظاهرة للعيان ، الطائفية والفساد والخيانة للوطن العراقي وابناءه الاصلاء, فهي نفس الاحزاب الاسلامية التي خرّبت العراق طيلة الـ “22” سنة عجاف، وهي الآن تعيد انتاج نفسها للانتخابات بهيأة الحمل الوديع ،لتواصل النهب والسلب والاجرام بحق الشعب العراقي ، وهم بكل تأكيد لا يملكون اي مشروع لإنقاذ العراق ، ولا اي برنامج وطني او مشروع يخدم الشعب سوى مشاريعهم التي تخصهم وتجلب الفائدة لهم ، فسؤالنا الواضح والذي يعرفه الجميع : من يمول هذا الكم الهائل من المرشحين والاحزاب؟ ومن يقف خلفهم ومن يحركهم؟ وهم في الآخر لا منطقة ولا حي يتشرف بهم ، ولا شارع يثق بهم ،حتى عوائلهم وداخل بيوتهم ، ولا احد يتفق معهم سوى الطائفيون والانتهازيون والمنتفعون لا غير، ونقول للجميع هذه الانتخابات هي معركة استعادة الكرامة والسيادة والمستقبل ، الكرامة تبدأ من صندوق الاقتراع ، حمى الله العراقيين والعراق من كل شر او سوء ، يا رب العالمين .