نظرة في المبادرة العيدانية
بقلم : عبدالحسين عبدالرزاق …
قال المتنبي :-
وقيدت نفسي في ذراك محبة
ومن وجد الاحسان قيدا تقيدا
ربما كان هذا البيت من الشعر غاية ما اريد قوله في مبادرتين تاريخيتين لم تسبقهما الى مبلغهما مبادرة مماثلة على الاطلاق على طريق اجتثاث الشعور بالظلم والاضطهاد الذي مورس ضد السود عبر التاريخ
الاولى كانت مبادرة محافظ البصرة الاسبق والنائب عنها الحالي الدكتور خلف عبدالصمد وذلك بتقبيله يد معلمه الاسود الاستاذ الكبير احمد سالم وذلك اقرارا من الدكتور عبدالصمد بقيمة ذلك المعلم الكبير الانسانية والعلمية وتطبيقا لمفهوم امير المؤمنين الامام علي عليه السلام لقيمة الانسان وبماذا تكون فكان يقول :-
قيمة الانسان في ما يحسنه
لم يهتم الدكتور خلف بما تواضع عليه الناس من مفاهيم بدائية عن فوارق غير موجودة الا في اذهان من لم يؤتوا من العلم شيئا
اما المبادرة الثانية فهي مبادرة محافظ البصرة الحالي المهندس اسعد العيداني وهي تكفله بمصاريف اجراء عملية جراحية كبرى للمريض طلال ناظم لفته وهو من ابناء البشرة السمراء الضعفاء الفقراء والذين لم يكترث بفقرهم احد من قبل وظلوا عبيدا في نظر الاقدمين واهل وقتنا الحالي
عملية طلال وهي زرع كلى من احد المتبرعين
تكلف ٦٥ مليون دينار وهو مبلغ كبير ليس هناك من هو قادر على دفعه من جميع ابناء البشرة السمراء
هذا المبلغ الهائل بالنسبة لنا نحن السود التي
لا خيل عندنا نهديها ولا مال تبرع بها الاستاذ المهندس اسعد العيداني من غير ان يضطر المريض الى ان يتقلب بين دوائر الصحة وكتابنا وكتابكم
لقد اختصر العيداني المسافة الزمنية برقم قياسي فبعد نشر المسؤول الاعلامي للتجمع ماجد الخالدي بساعة واحدة او اقل من ذلك لمناشدة المريض طلال لاهل الخير كان العيداني وفقه الله وانعم عليه بفضله المبادر الوحيد الذي استجاب وعلى الفور لطلال واشعره بالامل وان الدنيا مازالت بخير
وخلال يوم ونصف اليوم تقريبا واذا كل شيء يجهز ويغادر طلال ومرافقه على ظهر الطائرة المغادرة الى اربيل
هذه المبادرة العيدانية الكريمة وكما اعتقد وبلا ملق او نفاق كما قد يسري الى اذهان البعض مبادرة ثانية يقوم بها بصري اصيل و بكل تجرد عن المصلحة وتواضع ليبدد وهم الفوارق بين السود والبيض وليدق المسمار الثاني في نعش العنصرية البغيضة
وفي الختام اقول للعيداني شكرا لك ولنفسك الطيبة واخلاقك الجميلة فلقد قيدتنا بما يقيد الاحسان اهل المعرفة به والسائرين على خطى المحسنين .