حكومة الأغلبية الوطنية ..
بقلم : أياد السماوي ….
في الأيام الأخيرة بدأ يترّدد على الساحة السياسية مصطلح ( حكومة الأغلبية الوطنية ) , وبحسب متابعتي للوضع السياسي في العراق فإنّ أول من طرح مفهوم حكومة الأغلبية الوطنية هو السياسي الوطني المستقل عزّت الشابندر وذلك بعد إعلان النتائج الأولية للانتخابات .. والحقيقة أنّ مفهوم الأغلبية الوطنية لا يختلف كثيرا عن مفهوم الأغلبية السياسية من حيث الجوهر , بل أنّ مفهوم الأغلبية الوطنية هو أكثر شمولا واتساعا من مفهوم الأغلبية السياسية , بل هو أكثر انسجاما للوضع العراقي .. فمن حيث الجوهر انّ كلا المفهومين يؤكدان على وجود أغلبية حاكمة وأقلية معارضة , ومن حيث المبدأ أنّ حكومة الأغلبية هي الأكثر تعبيرا للديمقراطية من مفهوم حكومة التوافق السياسي التي سارت عليها العملية الديمقراطية في العراق منذ سقوط النظام الديكتاتوري .. ولعلّ الكتلة الصدرية التي جاءت بالمركز الأول بحسب النتائج المعلنة حتى هذه اللحظة , هي الأكثر تمّسكا حتى هذه اللحظة أيضا بمفوم حكومة الأغلبية الوطنية , ويبدو من خلال تغريدات وبيانات زعيم الكتلة مقتدى الصدر , أنّ الكتلة الصدرية ماضية بعزم في توّجهها الجديد بتشكيل حكومة الأغلبية الوطنية , بالرغم من أنّ الغالبية العظمى من المهتّمين بالشأن السياسي العراقي يرون عكس ذلك , ويرون أنّ زعيم الكتلة الصدرية السيد مقتدى الصدر سيتراجع عن خطابه الجديد بتشكيل حكومة الأغلبية الوطنية وسيوافق بالنهاية على حكومة توافقية مع الإطار التنسيقي ولن يترك مغنم الوزارات التي سيحصل عليها للإطار التنسيقي , ومن يعتقد بغير ذلك فإنّه على وهم كبير ..
وأقولها بكل صراحة أنأ من أكثر الناس اندفاعا لتشكيل حكومة الأغلبية الوطنية كائنا من سينجح في تشكيل هذه الحكومة , سواء كانت الكتلة الصدرية هي من ستنجح وستشّكل هذه الحكومة أو الإطار التنسيقي هو من سينجح وسيشّكل حكومة الأغلبية الوطنية .. وأنا شخصيا أعلن عن تأيدي ودعمي الكامل لأي طرف سينجح في تشكيل حكومة الأغلبية الوطنية وأبارك لهم من هذه اللحظة , ولا أخفي مشاعري أنّي من المؤيدين للإطار التنسيقي قلبا وقالبا , بل من الداعمين حتى العظم لتماسك هذا الإطار وتحويله إلى كيان سياسي وكتلة نيابية .. وأقسم بالله سأكون من أول المهنئين والمباركين للكتلة الصدرية في حالة نجاح الكتلة في تشكيل حكومة الأغلبية الوطنية .. وكلّ ما أتمناه أن لا تتراجع الكتلة الصدرية عن قرارها هذا وتقبل فعلا لا قولا الذهاب للمعارضة الوطنية .. وها أنا ادعو الكتلتين للمضي في طريق تشكيل حكومة الأغلبية الوطنية , وينزعوا من تفكيرهم وبشكل نهائي الذهاب إلى حكومة توافقية .. ننتظر ونرى صمود وتمّسك الكتلة الصدرية بشعارها الجديد ..