هولاكو خليجي بدشداشة وعگال
بقلم: كاظم فنجان الحمامي …
فجأة وبلا مقدمات ظهر علينا (عثمان الخميس) ليطلق فتواه التكفيرية بإحراق مؤلفات الاصمعي وابن عبد ربه الأندلسي والمسعودي وخالد محمد خالد والعقاد وطه حسين وجرحي زيدان وجورج جرداق. .
يقول برنارد شو: إذا قرأ الغبي الكثير من الكُتب الغبية، سيتحول إلى غبي مُزعج وخطير جداً، لأنه سيصبح غبي واثق من نفسه وهنا تكمُن الكارثه.
فالمتطرفون من أمثال (الخميس) دائمًا ما يخطئون فى تقدير الأمور، وتكون ردود أفعالهم لا تتناسب مع الأفعال نفسها، إما بالتضخيم وإما بالتجاهل، لأنهم يتسمون بقدرات عقلية ضعيفة، لا تتناسب مع المكانة التى وصلوا إليها والمكان الذى يجلسون فيه، فكرسى الفتوى يتطلب قدرات عالية ومهارات استثنائية، ومواقف وسطية متزنة، وعلم وحلم ووقار وسكينة. .
فمن غير المعقول ان يكون (الخميس) أذكى من علماء الأزهر الشريف، وأذكى من جهابذة جامعة القرويين، حتى ينسف تراثنا الأدبي والثقافي، ويضرم النيران في المكتبة العربية. .
تأتي فتوى (الخميس) متزامنة مع فتوى نسف آثارنا السومرية والآشورية والبابلية والفرعونية والاكدية والأمازيغية والفينيقية والحضرمية والنوبية. وتعيد الى الذاكرة الكبوات التشريعية القديمة التي قضت بتكفير الرازي وابن سيناء والخوارزمي والبيروني والكندي والادريسي والفارابي وجابر بن حيان والحسن بن الهيثم وابن رشد وابن خلدون وابن باجة. .
انظروا الآن إلى الهوة الحضارية التي اتسعت بيننا وبين الغرب، وانظروا أيضا إلى الهوة الحضارية التي اتسعت بيننا وبين البلدان الآسيوية الصغيرة. ونكاد نصاب بالإحباط عند إجراء مقارنة بين أحوالهم وأحوالنا من حجم الفجوة الهائلة التي تفصل بيننا وبينهم في ميادين شتى.
وحقيقة الأمر ان الفرق بيننا وبينهم لا يتعلق بتفوق عقلي أو عرقي، وإنما يتعلق بالحروب التي يعلنها المتطرفون ضد العلوم والفنون والآداب، وتعزا لفوضى التجهيل التي يقودها التكفيريون.