ثرثرة فوق أرصفة الانهيار
بقلم: كاظم فنجان الحمامي…
لن تقوم لنا قائمة بعد الآن ما لم نسارع لترميم الإنسان العراقي الذي شوّهته عقود من تجارب الحكومات الفاشلة، وشوّهته تراكمات التوجهات القائمة على تمزيق وحدتنا الوطنية، وإقصاء الآخر بشتى الطرق التعسفية الغبية. .
ولن تقوم لنا قائمة ما لم نسعى لترميم الإنسان سلوكاً وأداءً وقيماً، آخذين بعين الاعتبار ان كل الثورات والانقلابات والانتفاضات كان مصيرها الفشل، لأنها لم تلتفت لتحقيق أهم شروط البناء الحضاري، الذي يتمحور حول بناء الإنسان نفسه. فالإنسان هو محور بناء الحضارات والإنجازات والنجاحات. .
إن أي استعراض سريع لمنشورات منصات التواصل الاجتماعي يكشف لنا بجلاء أن الشخصية العراقية تعاني من أمراض سلوكية خطيرة. نستدل على اعراضها من خلال انتشار خطاب الكراهية والعنف والدعوة إلى الانتقام والقتل لمجرد الاختلاف في الرأي، وهي أعراض قاتلة تهدد المجتمع برمته، وتنذر بما لا تُحمد عقباه على المستويين القريب والبعيد.
لقد ظهرت لدينا الآن انقسامات حادّة تتجاوز الانقسامات السياسية إلى مواقف ذاتية تتعلق بالولاءات المتطرفة وقواعد العيش المشترك. واعطتنا المآسي التي مرت بنا مؤشرات محبطة في التوحش والتعصب الاعمى، لكنها من ناحية أخرى أبانت عن سلوكيات صادمة. وبالتالي لا مناص من تحقيق رصيد ضخم من الوعي الوطني، ليكون هو المحور المشترك لكل الحركات والكيانات السياسية في المرحلة الراهنة، فشروط الانهيار لا تزال قائمة،وربما ازدادت حدّتها. .
ختاماً: لم يعد بإمكاننا الانتظار، وليس بوسعنا خوض المزيد من التجارب الفاشلة، فلقد استنفدنا ما لدينا من إمكانات، ونخشى ان يصبح العراق من دون صمام أمان. .
ربنا مسنا الضر وانت ارحم الراحمين. .