[ فلتحترم النملة نفسها ]
بقلم : حسن المياح …
لما — النملة بعد قهر وجبن ، وخوف وإهتزاز ، وإرتعاد وإرتعاش — تتعافى بفضل الله تعالى عليها ، وتعاد حياتها الى سيرتها الأولى …. ، فلا تنفخ نفسها لتتصور حالها كأنها الفيل في حجمها ، وكأنها الأسد في قوتها وشجاعتها ، وأن صوتها هو زئير الأسد لما يغضب ويهدد ، ويخيف ويربد ، ويتوعد ويرعد ، وأنها ذلك الكيان الضخم الفارض وجوده هيمنة وتاثيرآ في تصورها ، لما تنطق وتقول ، وهي حقيقتها في وجودها وشجاعتها وجرمها وعلو صوتها ، أنها دودة من الديدان ، ونملة من النمل ، التي قالت واحدة منها لما جاء النبي سليمان عليه السلام وجنوده يتمشى ، محذرة أخواتها من خطر سحق أقدام سليمان وجنوده … ولما سمعها النبي سليمان عليه السلام — وهو العالم وحيآ ربانيآ منطق الطير والنمل —- تحدث أخواتها وصويحباتها محذرة إياهن من جسامة الخطر القادم الذي يسحق من هو دون وصغير ولا حول له ، لما تدوسه ، وتدعسه أقدام من جاء قادمآ بحشود جيش عرمرم جرار كثيف كثير كبير مجندة للقتال …..، فتبسم النبي سليمان عليه السلام ضاحكآ …. ، وليس متكبرآ أو متغطرسآ ، أو متهمبلآ أو متفيسفآ ، أو منتفخآ أو متورمآ ، أو منتفشآ أو غاضبآ …… ، وشكر الله سبحانه وتعالى على نعمة معرفة لغات الحيوان والدبيب من الديدان والنمل والحشرات ، 《 فتبسم ضاحكآ من قولها وقال ربي أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وإن أعمل صالحآ ترضاه وإدخلني برحمتك في عبادك الصالحين 》….. وسأل النبي سليمان عليه السلام الله تعالى ، أن يرشده ويعينه ويقويه على العمل الصالح الذي يرضاه الله ذاته سبحانه وتعالى ، لا الذي يرضاه هو سليمان النبي بما هو عليه من عصمة وإستقامة — بكل ما هو سليمان النبي عليه السلام عليه من تسديد رباني وإستقامة وقوة وهيل وهيلمان وسلطان وشجاعة وبأس وعلم وحكمة ومن بسط اليد ، وما الى ذلك من كل عناصر القوة والمنح ، والعطاء والتزويد ، والعنفوان والتسلط ، والجدارة والإمكان — ، وأن يدخله “” وبرحمة الله تعالى وتفضله ومنه وحنانه ولطفه “” ، لا بسيرة النبي سليمان عليه السلام الحسنة ، وعمله الصالح وحدهما … ، في عباد الله الصالحين ، الذين يفعلون ويعملون ويقدمون كل ما هو صالح ، مرضاة لله سبحانه وتعالى ، وبما يؤمرون من قبل الله سبحانه جلت قدرته وعلا شأنه ……
فالنملة لما تتعافى بعد وهن وضعف وإستضعاف ، أن تشكر ربها على هذه النعمة وتحمده ، وتعمل صالحآ يرضاه لا الذي هي ترضاه على مزاجها ورغبتها وتقديرها ، ولا تهمبل ولا تتكابر ، ولا تتقافز ولا تتطافر ، ولا تدعي أو تزعم أو تتصور أنها قادرة على كل شيء وأكبر ….
والنملة هنا في المقال …. هي رمز ، وإشارة ، وتوضيح ، وماهية ، ووجود ، وكنية ……. ، للسياسي العراقي السنفور الذي هو صغير الحجم ، دقيق الجرم ، مهما نفخ نفسه وكبر ذاته ، ونما وإزدهر ، وأثرى وإنفجر …… وعليه أن يخطو الخطو الوئيد المتأني الهاديء الصالح الذي يرضاه الله سبحانه وتعالى …. ولا يشبخ … أو يشمخ جذلانآ متبخترآ مسرورآ ، أو يقفز ….. ، أو يطفر …..
أيها السياسي العراقي الجهول الصعلوك صعلكة جاهلية قائمة على البلطجة والإعتداء والإغارة والإستتحواذ والإستئثار والخمط والضم والبلع والشفط السنفور البائس الهزيل ….. أعرف حجمك ، ومقدار وزنك ، وتصرف صالحآ بما أنت عليه حقيقة وجود ، وماهية قدرة ، وتزويد وتقدير ……
والعمل الصالح الذي يرضاه الله سبحانه وتعالى هو يشمل كل الفعل الصالح المرضي لله ، وكل الكلمة الطيبة الحسنة في القول لما تتحدث أيها السياسي السنفور الحرير الرقيق ، ولما تخاطب ، ولما تصرح ، ولما تهدد ، ولما تصلح ، ولما تنبه ، ولما تنصح ، ولما تسلك ، ولما تتصرف ، ولما تحذر …..
وما محنة أوكرانيا ومصيبتها وشدتها اليوم ، والبارحة ، والليلة ، وغدآ …… لما تتعامل معها أيها السياسي العراقي الصعلوك السارق الناهب الباطش الظالم السنفور ، المتعصفر سلوك زغردة صفير ، أو بلبلة تغريد ، أو همسة وصوصة ….. ، وتصرح بشأنها …. ، إلا مصداقآ من ملايين المصاديق التي تنتظر حدوثها ووقوعها ….. لأنك عليك أن تعمل الصالح الذي يرضي الله سبحانه وتعالى المنتقم الجبار الذي يقصم ظهر الحاكم الذي لا يعمل صالحآ مع رعيته ، في عباده في الداخل ، وأنت السياسي السنفور المسؤول أولآ وآخرآ وحدك عما يصيب خلق الله من الشعب العراقي من دكتاتوريتك ، وظلمك ، وإجرامك ، ولؤمك ، وبطشك ، وإنحرافك ، وإستئثارك الذاتي والحزبي ، وما الى ذلك من منافع ومصالح ، وفواصم وقواصم …. ، لما تحكم وتتصرف ، فتجرم وتظلم وتبطش …… ، وأن تكون على علم بمنظار ما أنت عنه مسؤول تصرف وحاكمية …. ، قبل أن تدس أنفك فيما لا يعنيك ، وبما هو بعيد عنك ، وربما أنت لست مسؤولآ عنه ….. كما هي أحداث أوكرانيا التي هي عبرة لك ولأمثالك ….
فهل تتعظ أيها السياسي العراقي الصعلوك الحهول السنفور الرقيق وأنت الجرم الصغير الذي فيك ينطوي الظلم والآجرام الأكبر ….؟؟؟ !!!
حسن المياح – البصرة .