رئيس الجمهورية في الدستور العراقي ..
بقلم : أياد السماوي …
( رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن ، يمثل سيادة البلاد ، ويسهر على ضمان الالتزام بالدستور ، والمحافظة على استقلال العراق ، وسيادته ، ووحدته ، وسلامة أراضيه ، وفقاً لأحكام الدستور) .. هكذا وصف الدستور العراقي منزلة ومقام رئيس الجمهورية الذي هو رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن , والمشرّع العراقي عندما وصف رئيس الجمهورية بأنّه رئيس الدولة , يعلم أنّ مصطلح الدولة يختلف جذريا عن مصطلح الحكومة , فمفهوم الدولة أوسع وأشمل كثيرا من مصطلح الحكومة ، فالدولة هي كيان شامل يتضمن جميع المؤسسات العامة وكل أعضاء المجتمع بوصفهم مواطنين ، ويعني سيادة البلد ووحدته واستقلاله , ويعني ضمان الالتزام بالدستور , بينما الحكومة هي جزء من كيان الدولة وليست هي الدولة , والفرق بين رئيس الدولة ورئيس الحكومة كالفرق بين الدولة والحكومة من حيث المفهوم .. من خلال هذه الأهمية الاستثنائية التي أفردها الدستور لرئيس الجمهورية , اعتبر الدستور العراقي رئيس الجمهورية هو رمز وحدة الوطن الذي يمّثل سيادته .. بمعنى أنّ الذي يتبوأ منصب رئيس الجمهورية يجب أن يكون مؤمنا إيمانا قطعيا بوحدة هذا الوطن قولا وفعلا وسلوكا , ولا يشترط فيه أن يكون كرديا أو عربيا أو تركمانيا أو من باقي مكوّنات الشعب العراقي الأخرى , كما ولا يشترط أن يكون مسلما أو غير مسلما أو من أيّ مذهب .. الشرط الأهم الواجب توّفره في المرّشح لرئاسة الجمهورية أن يكون مؤمنا بوحدة هذا البلد أرضا وشعبا , بغض النظر عن قوميته ودينه ومذهبه , كما ويجب أن لا يكون مرّشحا من قبل حزب سياسي يدعو للانفصال عن العراق .. والسؤال الذي يطرح نفسه , هل يجوز القبول بمرّشح لمنصب رئيس الجمهورية من الحزبين الكرديين الرئيسيين أو أي حزب كردي آخر يرفع شعار تقرير المصير والانفصال عن العراق ؟ أو من الذين شاركوا باستفتاء انفصال الإقليم ؟ , بموجب المادة 67 من الدستور العراقي لا يجوز مطلقا ترشيح أيّ شخص ينتمي لحزب يطالب بتقرير المصير ويسعى للانفصال عن العراق , كما ولا يجوز أبدا قبول ترشيح أيّ شخص سبق له أن شارك في استفتاء انفصال إقليم كردستان عام 2017 ..
ولعلّ شرط الإخلاص للوطن الذي ورد في المادة (68/ثالثا) من الدستور , هو من أهمّ الشروط الواجب توافرها بالمرّشح لمنصب رئيس الجمهورية إضافة إلى الشروط الأخرى المتمّثلة بالنزاهة والاستقامة والعدالة والخبرة والسمعة الحسنة , والإخلاص للوطن تعني بالدرجة الأولى أن لا يكون المرّشح لمنصب رئاسة جمهورية العراق من أبرز الداعين للانفصال عن العراق ليكون رئيسا للجمهورية .. وبموجب هذا الشرط الدستوري لا يصحّ لأي مرّشح كردي سبق له أن شارك في استفتاء انفصال الإقليم عن العراق , سواء كان ذلك من اليكتي أو البارتي .. وبالنسبة لأيّ مرّشح كردي هنالك شرطان يجب أن يتوافرا فيه لتحقيق شرط الإخلاص للوطن , هما شرط عدم مشاركته في استفتاء الإقليم عام 2017 , والشرط الثاني أن لا يكون مرتبطا بجهاز الموساد الإسرائيلي بشكل أو بآخر .. وعلى المحكمة الاتحادية أن تستثني أيّ مرّشح يثبت مشاركته باستفتاء الإقليم باعتبار أنّ هذا المرّشح قد فقد شرطا مهما من الشروط الواردة في المادة (68/ثالثا) من الدستور , وهو شرط الإخلاص للوطن .. فالذي يطالب بانفصال الإقليم عن العراق لا يحقّ له التقدّم للترشيح لمنصب رئيس جمهورية العراق ..
أياد السماوي
في 20/ 03 / 2022