قبل أن نموت عطشاً أو ننقرض
بقلم : كاظم فنجان الحمامي …
بصرف النظر عن مبدأ التعاون وتبادل المعلومات بين شمال العراق وجنوبه في المشاريع الاروائية المزمع إقامتها على نهر دجلة وروافده، وبصرف النظر عن مبدأ تجنب إلحاق الضرر بالمشاريع الزراعية في جنوب العراق، وبصرف النظر عن السدود والنواظم التي اقامتها إيران للاستحواذ على مياه أنهار الكارون والسويب والوند وهوشياري والكسّارة ودويريج والطيب، وبصرف النظر عن السدود العملاقة التي أقامتها تركيا للتحكم بمياه نهري دجلة والفرات، وبصرف النظر عن مشاريع الري السورية، وبصرف النظر عن كل برامج التعطيش والتجفيف التي استهدفت جنوب العراق. قررت حكومة إقليم كوردستان بناء أربعة سدود جديدة في أربيل والسليمانية ودهوك، بالتنسيق مع شركة (POWERCHINA)، والسدود الجديدة هي:-
- سد دلگه في حدود قضاء بشدر.
- وسد خيوته في السليمانية.
- وسد منداوه في اربيل.
- وسد باكرمان في دهوك.
وفي نية حكومة الإقليم بناء تسعة سدود أخرى. من دون إشعار وزارة الموارد المائية الاتحادية، ومن دون اشعار المحافظات الجنوبية. .
وسوف تشترك هذه السدود كلها في تخزين المياه لصالح الإقليم، وتوليد الطاقة هناك، والتحكم بمصادر المياه، وضمان الرخاء والازدهار الحصري لشمال العراق على حساب تعطيش الجنوب، وبهدف تحسين ظروف العيش والاستثمار الحصري في الشمال، وتجفيف الحقول الزراعيّة في الجنوب وحرمانها من استحقاقاتها المائية، والتي ستتسبب بانكماش مساحاتنا الخضراء، وتقليص عدد المصائد السمكيّة، وترحيل السكان من مناطق سكناهم، وإعادة توطينهم في مناطق أخرى، وحرمانهم من مصادر رزقهم، وإنتشار الأمراض والأوبئة. .
فالماء الذى هو شريان الحياة يتساوى فى أهميته المواطن العراقي في الشمال والجنوب، وأن نقص حصة الجنوب من المياه سيؤدي حتماً إلى التصحر وإرتفاع معدلات الهجرة، وبوار الحقول والمزارع والبساتين التي تخدم أكثر مليون أسرة تقريبا. فصوت الماء مرايا لعروق الارض الحية. وصوت الماء هو الحرية. وصوت الماء هو الإنسانية. .
كان الجانبان التركي والإيراني يمثلان المشكلة الرئيسة لكارثة انخفاض مناسيب المياه في نهري دجلة والفرات وجفاف الكثير من الروافد التي تصب في العراق، وسوف تلتحق بهما حكومة الإقليم ليشكلا معاً جبهة ثلاثية لتعطيش الجنوب، وليس أمامنا سوى التضرع الى الله جل شأنه، وهو القائل في محكم كتابه: ((قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين)). .
ربنا مسنا الضر وانت ارحم الراحمين. . .