[ الديمقراطية والمكون ]
بقلم : حسن المياح ..
لا علاقة للديمقراطية بالعوابث التي يتمشدق بها السياسيون العراقيون الغير عارفين ما هي حقيقة ووعي الديمقراطية ، وما هو أسلوب النظام الديمقراطي الرأسمالي القائم على أساس الحريات الأربع ، السياسية والإقتصادية والفكرية والشخصية ، في التسلط ، وتشكيل الحكومات ….. ونقصد بالعوابث التي هي إهتمامات صغيرة لا قيمة لها في الديمقراطية ، ولا أساس وجود وإحترام وتوقير لها ، ولا هي المقياس للتصدي للمسؤولية القيادية لما يتنافس على تشكيل الحكومة ، والتي تعتبرها الديمقراطية بمنزلة التصرف الشخصي الذي لا يمت ، أو يشعر ، أو يشير ، أو يضيف ، بتأثير على نسبة الوجود السياسي لما يكون التنافس في الإنتخابات ، لأن أساس الفوز للمرشح في الإنتخابات في النظام الديمقراطي الرأسمالي وآلية الديمقراطية الحاكمة هو ما يحصده المرشح من كثرة عدد الأصوات التي تنتخبه ، وهي التي تجعل منه الفائز في التسابق الإنتخابي ، ولا علاقة للعوابث التي يتشبث بها السياسي العراقي لؤمآ وخداعآ ، وتزويرآ وغشآ ، وكذبآ وغدرآ ، لما يتمشدق مطالبة بحقوق المكون ، والطائفة ، والمحاصصة ، والمذهب ، والحزبية ، والمناطقية ، والأقلية ، والجنس الأنثوي ، التي هي ما يطلق عليها من عوابث وإهتمامات صغيرة لا تذكر ولا تعتبر ، في مقياس النظام الديمقراطي الرأسمالي ، وآليته الحاكمة الديمقراطية …. ، وما الى ذلك من التشبثات الواهية المعدومة الإعتبار بالنسبة لعملية الإنتخابات ، والتي لها إلتماس ميل شخصي عند الفرد المواطن ……. وأن الديمقراطية التي تستند على أساسيات النظام الرأسمالي تتعامل مع عدد الأصوات التي يحوز عليها المرشح في العملية الإنتخابية ، ولا قيمة لتلك العوابث المتشبث بها في حسم الفوز في الإنتخابات ….. ولذلك ترى كل الدول في العالم التي تؤمن ، أو تتعاطى ، النظام الديمقراطي الرأسمالي نظامآ سياسيآ إجتماعيآ ، وآليته الفارزة الحاكمة هي الديمقراطية بما لها من مضمون سياسي تنافسي ، ومعنى مقياس فرز وتعيين ، يعتمد على كثرة وكثافة الأصوات العددية ، أن فيها عدد الأحزاب المتنافسة بما تشتمل عليه من إنتماء أفراد سياسيين يخوضون السباق في عملية التنافس الإنتخابي ، والذي عددها مهما بلغ ، لا يزيد على عدد أصابع اليد الواحدة ، من مثل الولايات المتحدة الأميركية ، وبريطانيا ، وفرنسا ، وما تلاها ، ويتلوها ، ويتعقبها ، ويجيء بعدها ……
وأما في العراق فأن عدد الأحزاب السياسية الخردة المصطنعة التي يتم إستحداثها ولادة إنشطار تولد كالحشرة الطائرة الذباب التي تتكاثر بالإنشطار المضاعف المتعدد ….. ، لا المقتصر على ولادة الواحد بصورة طبيعية ومعتادة ، وربما إثنين توأم في حالات نادرة ، ولا ولادة إنشطار كما هو في حالة الميلاد في الإنسان ….. ، فكيف والأحزاب التي يصنعها الإنسان العراقي هي ولادات إنشطار ، كالدكاكين للتبضع في الأسواق الكبيرة العامة التي يتشابه عددها ، ويتماثل إختصاصها ، ويتكرر جنس سلعها المباعة ….. ، والشارون المتبضعون هم هم لا إنشطار في وجوداتهم تولد كثرة وزيادة ، ولا تنوع وجود إنتماء إيمان صادق لما هو تكوين جديد لحزب ، أو تيار ، أو تكتل ، أو تجمع ، أو عصابة ، الغاية من الإنشاء والتكوين ، هو حلب ثروات سحت حرام من حقوق الشعب العراقي المستضعف المظلوم ، تواجدات أحزاب مليشيات صعاليك بالمفهوم الجاهلي للصعلكة ……
أيهما أكبر حجم مساحة جغرافية ، وعدد سكان بشر ، وكل دولة على إنفراد ، لو صنعنا مقارنة …. الولايات المتحدة ، أو بريطانيا ، أو فرنسا ، أو ألمانيا ، أو أي دولة كبيرة وذات كثافة سكانية كبيرة عالية تقوم على أساس النظام الديمقراطي ….. وحتى ولو على النظام الإشتراكي والشيوعي من مثل روسيا وغيرها …. أن عدد الأحزاب فيها هو مثل ، أو مماثل ، أو مشابه ، أو مواز ، أو قريب ، أو هو ….. مما هو في العراق من عدد الأحزاب …… ولو قارنت عدديآ وجود أحزاب في كل تلك الدول الكبرى مجتمعة ، وضاعفتها توأمآ ضعفآ …. لما وصل عددها ، ولا تساوى ، بل ولا إقترب مما هو عدد الأحزاب في العراق ……..
ي والله هذه هي الحقيقة ، وهذا هو الواقع المشاهد الملموس المحسوس المدرك لكل عين باصرة ، وحتى العين البصيرة العمياء التي بالقرب منها أذن سامعة تبصرها بهذه الحقيقة التي نتحدث عنها …….
ولا أدري هل أن زيادة عدد الاحزاب المئوية ( لأن عدد الاحزاب في العراق قد زاد على المائتين بربع مائة ، أو ما يقارب نصف المائة ) في العراق قائم على أساس إختلاف الآيدلوجية …… فما هي آيدلوجياتها ….. وحتى لو كذبآ ، وتزويرآ ، وتسفيطآ مموهآ ؟؟؟ !!!!
أو على أساس تناقض البرامج وإختلافات تنوعاتها ……. فأين هي ، ولم لم يفصحوا عنها جهرة وإعلانآ ، وحقيقتها البرامج أنها واحدة متشابهة مستنسخة الواحدة على الأخرى ….. ؟؟؟ !!!
أو ما هو السبب في هذا التعدد ، وهل أنه يعود الى إختلاف الأقوام السابقة التي ماتت ، وإندثرت من بابل وسومر ، ومن عاد وثمود ، ومن سرجون وهانيبال ، ومن خوفو وخفرع ، ولتلك الدول لها مثل العراق إمتداد سلالات ووجودات بشرية قديمة …….. أم أنها مجرد دكاكين نهب ، وسلب ، وسرقات ، وإستحواذ قائم على أساس التصعلك والتبلطج المليشياوي الفارضتين وجوديهما بالقوة والبطش ، والتهديد والوعيد ، والقتل وفصل الرأس عن الجسد …… ؟؟؟
لم لا يحترم العراقيون من يسمون أنفسهم بأنهم سياسيون ، وهم الخادعون الكذابون ، الغادرون الغشاشون ، الذين يعرضون الشعير على أنه حنطة ، ودقيق ، وطحين ….. وأنهم يتاجرون سحتآ حرامآ بالتشبثات الكاذبة الغاشة التي يتمشدقونها من مكون ومذهب وجغرافية ودين ، وهي كلها ، وجميعها ، جهارآ نهارآ ، التي لا قيمة وزن وإعتبار ومقياس لها في النظام الديمقراطي الرأسمالي ، وآليته السليلة المنسولة ولادة طبيعية * الديمقراطية * التي على أساسها يحكمون ، وبها يؤمنون ، وعلى أساسها يتمذهبون ….. ؟؟؟ !!!
فلا تعبثوا ساحرين مشعوذين أبالسة شياطين ، ولا تموهوا شعبثة يافطة غش ، وشعار كذب ، وصبغ تمشدق ألفاظ مزيفة لا عنوان وجود لها في تفكيركم المادي المكيافيلي ساخرين من المكون والمذهب ، والطائفة والأقلية المسيحية والأيزيدية ، وربما التركمانية ، وما شاكل من وجود أقلية مهما تنوع وجودها وإختلف ، وما الى ذلك من عوابث تشبثات وإهتمامات صغيرة في نظر الديمقراطية ، لما تهيأ الجو للتنافس السياسي والتسابق الإنتخابي ……
عو على أنفسكم وأنتم الهمج الرعاع في الوعي السياسي ، والبلد ( من البلادة ) في التفكير الإداري الإنتخابي لما تتسابقون تنافس فوز عدد أصوات في الإنتخابات ….. وأعرفوا حجمكم الصغير المتصاغر ضعفآ وهزالآ ، وكأنه يصعب رؤياه ومشاهدته وإبصاره بالعين المجردة ، لضئالته وصغره ، لما أنتم عليه من وهن تفكير عقيدي ووطني ، وما أنتم عليه من هزال وعي سياسي ديمقراطي ، بحيث أنكم لا تميزون ذكر مقياس الديمقراطية ، من أنثى عوابثكم الهزيلة في نظر الديمقراطية ونظامها السياسي الديمقراطي الرأسمالي …..
همكم الربح الربوي الحرام الذي يتعاطاه المذهب الديمقراطي الرأسمالي، والذي نطلق عليه السحت الحرام في شريعة الإسلام والقرآن ، وعدد الأصوات التي تجعل منكم أصنام مواقع مسؤولية حكومية تعبث وتعبد ( بضم التاء ) ، وتستأثر وتوثن ( بضم التاء ) ، وتستهر وتظلم ، وتنهب وتسرق …….. وأنكم تتخذون من كل العوابث والإهتمامات الصغيرة في نظر الديمقراطية السياسية الرأسمالية التي بها تتمشدقون وسيلة كسب صوت — وما هي بنافعتكم ، ولكنها عندكم هي وسيلة ضغط شعبي معبأ على أساس الإنتماء — ، ووجود سياسي …….. فلتذهب كل هذه التشبثات — المهملة في الديمقراطية ، والمعتبرة على مستوى التفكير الشعبي العراقي — للجحيم لما تتسلطوا على الكرسي ، وتتمكنون ، وتحكمون ……..
حسن المياح – البصرة .