أزمات بلا حلول . . وزغرطي يا انشراح
بقلم : كاظم فنجان الحمامي …
كيف يتحقق الأمن في بلد بات فيه السلاح المنفلت (الخفيف والمتوسط) هو اللغة المجلجلة في فض النزاعات العشائرية المتوحشة ؟، وكيف يتحقق الاستقرار في بلد أصبح مرتعاً لعشرات الحركات السلوكية المتطرفة، وصار ملاذاً لعشرات الأحزاب، وكل حزب بما لديهم فرحون ؟. وما السبيل إلى إنضاج الوعي الوطني في بلد تكاثرت فيه الفضائيات بالانشطار، ولكل فضائية أساليبها المكشوفة في التسقيط والتشويه والتلفيق والتزييف والتحريض ؟. .
نعيش اليوم في بيئة معقدة، غارقة في بحار المشاكل والأزمات، التي ليس لها حل سوى بيانات النواب الاستنكارية والاحتجاجية والاعتراضية، وربما الاستعراضية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، من دون ان يرى المواطن بصيص أمل في نهاية هذا النفق المظلم. لكن المثير للغرابة ان الأزمات تفجرت كلها مرة واحدة في توقيت عجيب هذه الأيام (أبداً مو صدفة). .
متقاعدون بلا رواتب، خريجون بلا تعيين، تربويون بلا رعاية، ووزارات متهافتة لإبرام العقود بشهية مفتوحة في مارثون هدر المال العام. .
أزمات زاحفة في كل الاتجاهات. من أزمة زيت المائدة، إلى أزمة الطماطة، إلى أزمة البنزين، إلى أزمة زيت الغاز، في متوالية مزعجة بلا نهاية، وقلما نجد خططاً استراتيجية، قادرة على التنبؤ والمبادرة بإدارتها، فالطابع النمطي المتكرر هو السائد عندنا. ولا سبيل الى إقناع مؤسسات المحاصصة للتوجه نحو الممارسات العلمية في إدارة الأزمات. قد يتظاهر المدراء العامون بتشكيل اللجان المختصة، لكنهم لا يعملون بتوصياتها، ويكتفون بالظهور الإعلامي من دون أن يبادروا بأي تغيير حقيقي على أرض الواقع، وأحياناً يلجأ بعض المدراء إلى إنكار الأزمة أو الالتفاف حولها، والغريب أن مدراء المحاصصة يحاولون دائما تجميل صورتهم بإدعاء النجاح الباهر في إدارة الأزمات. .
وزغرطي يا انشراح. .