تساؤلات على مائدة أمننا الغذائي
بقلم: كاظم فنجان الحمامي …
ربما لا تعلمون ان تعداد نفوس الشعب الاندونيسي بلغ هذا العام 275 مليون نسمة، وبالتالي فأن تعدادهم أكبر من تعداد نفوسنا في العراق بمقدار تسعة أضعاف تقريباً، لكن اللافت للنظر ان ميزانيتهم المخصصة للأمن الغذائي تقدر بنحو 27 مليار دولار فقط، بينما ميزانيتنا المقترحة قفزت إلى 25 مليار دولار !؟. .
وقياساً على الحسابات الاندونيسية يفترض ان تُختزل ميزانية الأمن الغذائي العراقي إلى 2.7 مليار دولار، أي أقل من ثلاثة مليارات دولار، وليس 25 مليار دولار. .
فاتني أن أعترف انني لا أمتلك المؤهلات والخبرات الاحصائية التي تمنحني قدرة الخوض في هذا المضمار، لكن حرصنا الوطني يضطرنا لمراجعة ميزانيات الأمن الغذائي المعلنة على الشبكة الدولية. .
وفي مراجعة سريعة لمؤشرات الأمن الغذائي العالمي لعام 2021 في ضوء رؤية الايكونوميست إمباكت سنكتشف ان التسلسل العالمي يضم 113 دولة، من بينها 14 دولة عربية، ليس فيها اسماً للعراق، بمعنى أن العراق غير مدرج في التسلسل الذي تستعرضه الايكونوميست إمباكت سنوياً، على الرغم من أنها الجهة الدولية المكلفة بتحديث التغيرات السنوية في العوامل الهيكلية، التي تؤثر على الأمن الغذائي. .
ويأخذ مؤشر الأمن الغذائي العالمي (GFSI) بعين الاعتبار قضايا القدرة على تحمل عدة مقاييس، وهي تكلفة الغذاء، وتوافره، وجودته وسلامته، والموارد الطبيعية، والقدرة على الصمود في 113 دولة. مبني على 58 مؤشراً فريداً ليقيس محركات الأمن الغذائي في كل من البلدان النامية والمتقدمة. .
ترى لماذا اختفى اسم العراق في الجدوال العالمية، ولماذا غاب اسمه تماما من احصاءات الايكونوميست إمباكت ؟. ومن هي الجهة المحلية المسؤولة عن تغييب العراق ؟، ومن هي الجهة التي أوصت بتخصيص 25 مليار دولار لتغطية نفقات أمننا الغذائي ؟، وما هي الاسس التي اعتمدتها في دراساتها التخمينية ؟. .
ربنا مسنا الضر وأنت ارحم الراحمين. .