بعيدا عن الطشّة ..
بقلم : أياد السماوي ..
رسالة نقيب الأطباء العراقيين السيد ( جاسم مطشر ثامر العزاوي ) إلى دولة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني , هي خارطة طريق لانتشال الواقع الصحي المزري في العراق , حيث وضع السيد نقيب الأطباء في رسالته النقاط على الحروف وكأنّه يقول لدولة رئيس الوزراء , إنّه الفساد يا دولة الرئيس وليس الطبيب , فالطبيب لا علاقة له بنقص الأدوية , ولا علاقة له بعدم وجود طعام للمرضى , ولا علاقة له بنقص المستلزمات والأجهزة , ولا علاقة له بنظافة المستشفى , ولا علاقة له بعدم توّفر إجراءات السلامة والوقاية من الحرائق , ولا علاقة له بسياق عمل المستشفيات .. ولو تفّحصنا كلّ نقطة من هذه النقاط لوجدنا أنّ العامل المشترك الذي يربطها ببعضها هو الفساد وحده ولا شيء غيره , فالإدارة هي المعنيّة بتوفير الأدوية , وهي المسؤولة عن طعام المرضى , وهي المسؤولة عن توفير المستلزمات والأجهزة الطبيّة , وهي المسؤولة عن نظافة المستشفيات , وهي المسؤولة عن توفير إجراءات السلامة والوقاية من الحرائق .. وكأنّه يقول لدولة الرئيس لماذا تركت المسؤول الحقيقي عن هذا الخراب وتوّجهت لمعاقبة من هو غير مسؤول ؟ أليست الإدارة الفاسدة هي المسؤول الحقيقي عن هذا الخراب والدمار في القطاع الصحي ؟ من المسؤول عن توفير الأدوية والمستلزمات والأجهزة الطبية ؟؟ إليست الشركة العامة لتسويق الأدوية والمستلزمات الطبية ( كيماديا ) هي المسؤولة عن توفيرها ؟؟ ومن هي الجهة المسؤولة عن توفير طعام المرضى ونظافة المستشفيات , أليست هي الإدارة أيضا ؟
دولة الرئيس .. أنت أبن هذه الدولة وأعرف العارفين بما يجري فيها , وأنا على يقين أنّك تعلم ما لا يعلمه أحدا منّا بحجم الخراب والدمار في القطاع الصحي , وتعلم من هي الإدارات التي تعاقبت على إدارة القطاع الصحي في العراق وتعلم حجم الفساد في هذا القطّاع .. فحياة الناس يا دولة الرئيس هي أمانة في عنقك , وأنصاف الحلول لانتشال الواقع الصحي العراقي من هذا البؤس ليست هي الطريق السليم للإصلاح الذي حملت شعاره , فأما أن تضرب بؤر الفساد في هذه الوزارة بقوّة وتبدأ بكيماديا أولا , أو فلا داعي للحديث وإعطاء الوعود عن انتشال الواقع الصحي من بؤسه .. وعندما تنوي أن تضرب بؤر الفساد فعليك أن تستأصلها من جذورها .. وما لم تحرّر القطاع الصحي من مافيات الفساد التي استولت عليه , فسوف لن تتمّكن من تحقيق أيّ إصلاح جوهري وسيبقى الحال على ما هو عليه .. كن قويا يا دولة الرئيس كما عهدناك ولا تأخذك بالفاسدين رحمة أو شفقة , استأصلهم واضربهم بقوّة حتى لو استخدمت السلاح النووي في استئصالهم .. إنّهم حزب الشيطان الذي استحوذ على عقولهم فأنساهم ذكر الله ..
أياد السماوي
في 16 / 11 / 2022