[ توظيف الدليل المنطقي الإستقرائي العلمي سياسيآ ]
بقلم: حسن المياح – البصرة ..
وفقآ للدليل الإستقرائي القائم على أساس نظرية حساب الإحتمال الرياضية ، الذي يثبت يقينآ توالدآ ذاتيآ ، أن س هي سبب حدوث ووقوع ( علة ) ص ، فإن ص حتمآ هي نتيجة الى س ، وأنها لا بد من أنها تحمل خواصها ومميزاتها والحالات التي هي عليها ، بمعنى أنها تتثوب جلبابها لباسآ لها …..
ولو وظفنا هذا الدليل العلمي الإستقرائي سياسيآ ، وطبقناه عمليآ على الوضع السياسي الحادث الجاري في الواقع المعيشي للمواطن العراقي الذي حكم العراق منذ ٢٠٠٣م ولا زال يحكم ، وفحصنا عينات الواقع السياسي الحادثة ، لإستطعنا أن نستنتج طبيعة الحال الذي عليه حكم العراق سياسيآ ….. وهذه العينات المستقرأة تشير الى أن الجهة التي تحكم وتقود الحياة —- في نظام معلب مستورد يطلق عليه النظام الديمقراطي الذي فرضه المحتل الأميركي ، وهو بطبيعته أنه نظام سياسي يقوم على الأساس الفلسفي المادي الخالص ، وأن رأس المال فيه هو عصب الحياة ، وهو شريان غاية وجوده —- هي الأحزاب السياسية التي تغربت عن أصالة عقيدتها منهج حياة ، ولذلك نحن لا يمكن أن نرجعها إنتماءآ وولاءآ وتمثيلآ لنهجها الآيدلوجي ( الإسلام ) الذي إعتقدته منهج حياة قائدآ حاكمآ ، لما هو عقيدة توحيد رسالية ، تنبثق منها تشريعات ، وأحكام ، ونظام قيادة حياة سياسي ، وأخلاق وسلوك …. ولذلك قلنا عن أولئك الأشخاص السياسيين أنهم مغتربون لأنهم طلقوا الإسلام منهج قيادة حياة أصلح ، وعقدوا قران زيجة جديد مع نظام حياة غربي رأسمالي ، يتخذ من الفلسفة المادية نظامآ سياسيآ يقود الخياة ، بدلآ من ، وعوضآ عن تطبيق الإسلام منهج قيادة حياة ….. فهم الحول القلب ، الذين غادروا العقيدة التوحيدية الرسالية المتمثلة بالإسلام تشريع نظام قيادة حياة سياسي أصلح ، وإرتموا في أحضان نظام سياسي مادي غربي مستورد فرضه المحتل الأميركي الصليبي ، نظامآ حاكمآ يسود سلطانه ، وتتسلط حاكميته على أرض ، تربتها وهواؤها ونباتها البشري هو الإسلام ….. وبكلمة ، أنه خروج من الإسلام كنظام سياسي لقيادة الحياة ، والولوج والإرتماء في العلمانية ( بما تنطوي عليه من أنظمة سياسية ) نظام قيادة حياة ……
وقلنا إستهلالآ ، أن الدليل العلمي الإستقرائي الذي يثبت سببية س الى ص ، فإن ص لا بد لها من أن تحمل خصائص س ، التي أوجدتها ، والتي كانت هي السبب في حدوثها ووقوعها …. وعليه ، وتطبيقآ لهذا المنهج العلمي الإستدلالي الإستقرائي نقول : أن النظام السياسي المعلب المستورد —- كما هو حليب الأطفال المجفف المستخلص صناعة يدوية ، مثل النيدو والمدهش وغيره —- لا يصلح أن يكون قيادة حاكمة أصلح ، لمجتمع نشأ وتربى وترعرع في تربة ، لم تكن هي تربته الأصلية التي على أساسها وجد ، ونشأ ، ونما ، وتدرج ….. لأن لكل نبات تربته الخصبة التي تصح وتصلح لغرسه ، وتلائم تدرج نموه ( كما هو حليب الأم لطفلها الرضيع المخصص له تدرج نمو حياة ، والذي يلائمه ١٠٠% ) …. لذلك الطفل ينمو ويكبر ، ويكون بصحة جيدة ، وعلى نشاط حيوي دائم مستمر …… ؛ ولكن الحليب المجفف المعلب المستورد يمكن له أن يعوض شيئآ ما ، عن الحليب الأصلي الأساس لديمومة عيش الطفل كفالة إيتمرار حياة ، وإندراج تطور نماء … ؛ ولكن ليس بالدرجة التي يكون عليها لما يرضع من ثدي المرأة الأم التي ولدته من بين وجودات أحشاءها ، وهو الحامل لخواصها ومميزاتها وطبيعتها ، ومزاجها الذي يورده اللبن عند شربه ورضاعته ….. وعلى هذا الأساس ، يكون نماء الطفل الصاعد المترقي القائم على رضاعة الحليب المجفف الغريب المستورد ، هشآ ، ضعيفآ ، متعرضآ لأسقام لا يمكن لجهاز المناعة الذي هو عليه لما يسلك الحليب المستورد رضاعة غذاء نمو ، أن يحصنه ، فلذلك تراه يمرض ، ويعلل ، ويضعف ، ويخمل …..، ويقبل ما يفرض عليه من دواء وغذاء ….. وهنا يكون المكمن الذي منه ينبثق السلوك الفاسد ، إنسجامآ مع الغذاء الذي تناوله زادآ طعامآ له ….. وهو المتغرب رضاعة من ثدي أمه ، مستبدلآ إياه برضاعة حليب مجفف مصنوع يدويآ وآليآ مستورد من خارج التربة التي هو عليها ، وفيها ، ومنها ، يعيش ويدرج …. ولذلك ترى سلوكه يتأثر ، ويتبدل ، ويتغير ، ويتحول الى سلوك ، هو غريب عن طبيعة شأن الحضن الذي ولد منه ، وعاش فيه ، وتربى عليه ، ونما ، وتدرج ….. ولكنه إنتزع منه عنوة إحتلال وغصب وفرض ، لما سلك عيش ممارسة حياة لم تنبثق من واقع تربة الحضن الأساس الذي كنفه وغذاه ، وضمه وحافظ عليه …. ، وأنه إلتجأ الى جو حضن آخر لا يوفر له ، ما يوفره له ذلك الجو الحاضن الأصلي من بيئة عيش كاملة تامة منسجمة على ما هي عليه فطرته التي عليها جبل ، وولد …..فلذلك يكون الفساد ، والإنحراف ، والميل ، والتدحرج ، والهبوط ، والسقوط ….. ؟؟؟
ومثل الأحزاب السياسية الحاكمة ( وخصوصآ هنا ، أقصد الأحزاب التي إتخذت من الإسلام آصرة تنظيم حزبي سياسي ، وبعدها درجة تأتي الأحزاب الأخرى التي يطلق عليها إسم وعنوان الأحزاب الوطنية التي تشمل الإنتماءات الآيدلوحية —- غير الإسلام —- المتعددة المتنوعة المختلفة ) ، هي نفس مثل الطفل الرضيع بالتمام والكمال ….. التي تخرج ، أو تنتزع من حضنها الأساس ، وترتمي في حضن آخر الذي هو مغايره ، وتنتمي اليه إنتماءآ مصلحيآ دنيويآ مكيافيليآ براجماتيآ جاهليآ متصعلكآ …. مطلقة ذلك الحضن طلاقآ بائنآ بينونة صغرى ، وربما كبرى《 الإسلام ، الوطن العراق 》الذي فيه تربت ، ومن غرس نباته تغذت ونمت وكبرت …. ، باحثة عن منفعة آنية شيطانية سريعة عاجلة سرعان ما تتبخر … ، ولعقة الكلب منها أنفه …. كما يقول المثل الحكيم الراشد …..
والنتيجة الذي يخرج بها الإستدلال المنطقي الإستقرائي العلمي تطبيقآ سياسيآ لما هو واقع العراق الحاضر …. هي أن سبب الفساد الذي دمر العراق —- وأهدر وسرق ونهب وضيع ثروات العراق والعراقيين —- نهج سياسة حاكمة متسلطة …. ، هو الأحزاب ( لما تسيست سياسة دنيوية مادية ) التي خرجت ، والتي إنتزعت من عقيدتها ووطنيتها سلوك تعامل منهج قيادة حياة ، وإرتمت في حومة حضن السياسة المستعر ، ( السياسة ) التي لم تنبثق بذرتها ، غرسآ نما في تربتها الأصل الأساس …. مما أدى بها ، الى أن تفسد ، والى أن تنحرف ، والى أن تعيث في الأرض الفساد ، وتهلك الحرث والنسل ، وتبدد الثروات والطاقات ، وتهدرها ، وتضيعها ….. بعدما تسرق منها ما تسرق وتتمتع ، وتنهب منها ما تنهب وتستحوذ ، وتصدر منها ما تصدره الى الخارج غسيلآ سحتآ حرامآ لضمان المستقبل …..
وطبيعة الدليل الإستقرائي العلمي أنه يعتمد التجارب وفحصها ميدانآ له ….. كذلك السلوك السياسي يتخذ من السياسي المجرب عينة تجريبية له ، وعلى أساسها يستنتج …. وعلى هذا الأساس تقوم وترتكز مقولة المرجعية وتستند بأن 《 المجرب الفاسد … لا يجرب ثانية ، وتعاقبآ مكررآ 》 ….. !!! ؟؟؟
وكلما يجرب السياسي الفاسد تكرارآ ، يتضخم الفساد ، ويتكاثر إنشطارآ مهولآ ….. والنتيجة الحتمية ، والمآل المحتم ، هو الإنفجار الجماهيري الذي يكسح الفاسدين والفساد …… ؟؟؟ !!!