ميلانوفيتش وأم المعارك الأوكرانية
بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
بات واضحاً ان الرئيس الكرواتي (زوران ميلانوفيتش) هو الآن أعقل رؤساء أوروبا، وأكثرهم حكمة، وهذا رأيي به أيضاً وذلك بعد سماعي انتقاداته اللاذعة الموجهة إلى زعماء البلدان الغربية، التي زودت أوكرانيا بالدبابات الثقيلة والمنظومات الصاروخية الهجومية المتطورة، فقد أرسلت الولايات المتحدة عشرات الدبابات من طراز أبرامز، تزن الواحدة منها 70 طناً، وأرسلت ألمانيا 14 دبابة من طراز ليوبارد 2. فانتفدهم (زوران) بقوله : إن تسليم أسلحتكم لن تؤدي إلا إلى إطالة أمد الحرب. ومن الجنون الاعتقاد بإمكانية إلحاق الهزيمة بروسيا في حرب تقليدية. ثم أعلن على رؤوس الاشهاد عن موقفه الرافض لتحويل أوكرانيا إلى ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات مع الكرملين. .
فقد ظهر جلياً ان قادة النيتو يوهمون أنفسهم بتحرير القرم من قبضة بوتين، ويحلمون بتفكيك روسيا، وتغيير حكومتها، وتدمير ترسانتها الحربية. من هنا جاءت انتقادات الرئيس الكرواتي الذي يمثل الآن الجبهة القومية الشعبية في بلاده، والذي لن يتردد في توجيه انتقاداته للسياسات الغربية تجاه روسيا وتجاه دول البلقان. .
لقد أكتسب (زوران) شعبيته بتأييده لروسيا، وكان من أشد المعارضين لانضمام فنلندا والسويد، ويعارض تدريب القوات الأوكرانية في معسكرات بلاده. واعترف أكثر من مرة على استفزازات النيتو ضد روسيا للمدة من 2014 إلى 2022، متسائلا في الوقت نفسه عن الطريقة التعبوية والسوقية التي يمتلكها قادة النيتو لهزيمة دولة عملاقة بحجم روسيا، ومتسائلاً عن حجم الخسائر الفادحة والمتوقعة، والثمن الذي ينبغي ان يدفعه النيتو لضمان الانتصار المزعوم على روسيا. .
تجدر الاشارة ان هذا الرجل وعلى الرغم من أن منصبه الرئاسي في كرواتيا هو في الغالب من المناصب الفخرية، إلا أنه من النواحي الفعلية هو القائد الأعلى للقوات المسلحة. ويكاد يكون موقفه واضحاً وصريحاً في التعامل مع هذه الحرب التي تخوضها الولايات المتحدة الامريكية حتى آخر جندي أوكراني. .
وللحديث بقية. .