ملوك وحكّام وسلاطين بالبامبرز
بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
من المهازل التي ابتكرتها السلالات الأموية والعباسية والعثمانية والفاطمية والادريسية المدعومة في الغالب بفتاوى وعّاظ السلاطين. هي تسليط الأطفال الرضّع والصبيان والقاصرين على رقاب الناس، فكانت السلطات العليا مجيرة ومحتكرة بأسماء أولادهم وأحفادهم في دكتاتورية التوريث المنوي. من الاب إلى الابن إلى الحفيد إلى حفيد الحفيد. .
لنبدا رحلتنا في استعراض هؤلاء الحكام الصغار إبتداءً من عام 996. .
- في هذا العام (996) توفي العزيز بالله الفاطمي أثناء قتال إمبراطور البيزنطيين عندما هاجم حلب وحمص واستولى عليهما. وكان عمر ابنه المنصور 11 عاماً فقط عندما نصّب خليفة للدولة الفاطمية، ولقّب باسم (الحاكم بأمر الله)، وارتبط اسمه بالقوانين الشاذة والمتناقضة، فقد حرّم أكل الملوخية، ومنع بيع اصناف من الخضروات. .
- وفي سنة 1160، قرر الوزير الفاطمي طلائع بن رزيق اختيار أحد أبناء البيت الحاكم، ليكون خليفة للدولة الفاطمية، ولقبه العاضد لدين الله، وكان حينها طفلاً لا يتجاوز العاشرة . .
- وفي سنة 1279 حاصر أمراء الظاهرية (نسبة للظاهر بيبرس) قصر الملك بن الظاهر بيبرس، وطالبوا بخلعه، وتتويج شقيقه بدر الدين سلامش، وهو في السابعة من عمره. .
- وفي سنة 1341، تسلطن (الأشرف علاء الدين كجك) على عرش مصر، وعُمره خمس سنوات فقط، بعد خلع أخيه أبي بكر بن الملك الناصر محمد. .
-وفي سنة 1347 تسلطن الناصر حسن بن الناصر محمد بن المنصور قلاوون، على عرش مصر، وهو ابن إحدى عشر سنة. . - وفي سنة 1363 تولى الملك (الأشرف شعبان) حكم مصر، وعمره 10 سنوات، بعد عزل ابن عمه الملك المنصور محمد. .
- وفي عام 1603 تولّى السلطان العثماني (أحمد) الحكم في سن صغيرة بعد وفاة والده وعمره 14 سنة. .
- وفي سنة 1623 أي بعد وفاة السلطان أحمد الأول، صعد ابنه السلطان مراد الرابع إلى عرش الدولة العثمانية، وهو طفل لم يتجاوز الحادية عشرة. .
ولو تعمقنا في البحث في المدة من 996 إلى 1623 لوجدنا ان تهمة التكفير والزندقة كانت تلاحق جميع الاحرار والمفكرين الذين ثاروا ضد حكومات الاطفال والصبيان والقاصرين، وذلك بتأييد من فقهاء تلك الفترات المظلمة. .
مثال على ذلك نذكر ان ابن تيمية (1263 – 1328) عاشر فترة حكم السلطان المراهق (بدر الدين سلامش) الذي حكم الشام ومصر والحجاز، فلم يحتج عليه، ولم يحتج على طغيان الذين سبقوه، لكنه اصدر وقتذاك سلسلة من الاحكام التكفيرية ضد الفلاحين والصيادين والقصابين والحلاقين. .
ولك ان تتخيل حجم البؤس والظلم الذي لحق بالأمة التي كانت ترزح تحت حكم الجواري والصبيان والغلمان والقاصرين. .