بلاويكم نيوز

الانجرار وراء بسّام جرار

0

بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..

استطاع بسام جرار ان يجر حشد كبير من الناس وراء نبوءاته التي زعم فيها أن دولة اسرائيل ستختفي من خارطة العالم صباح يوم 5/3/2022، ونحن الآن في يوم 5/3/2023 أي بعد مرور عام كامل على نبوءة (جرار)، التي انجر وراؤها جمع غفير من الذين ضللهم (جرار) بالأوهام والأباطيل والخرافات. .
ليس هذا هو المهم فقد كذب المنجمون ولو صدقوا، لكن اللافت للنظر ان هذا الرجل انعطف في بوصلته في اتجاه معاكس تماماً وبزاوية 180 درجة، وصار يكرس وقته ومحاضراته للإساءة إلى القوى العربية والإسلامية الداعمة للحركة الفلسطينية في غزة، وتحول إلى أداة صريحة لتمزيق نسيج الأمة، وتأجيج الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة. مع علمه ان القضية الفلسطينية ليست قضية خلافات عقائدية بين الملل والنحل، وليست خلافات سياسية مع العواصم الخليجية، ولا خلافات مع إيران واخواتها. .
لا شك ان (جرار) يعلم أكثر من غيره ان القضية الفلسطينية بحاجة إلى دعم الشعوب والأمم الواعية بصرف النظر عن دياناتها ومذاهبها وطوائفها وتوجهاتها الروحانية، وبحاجة إلى تعاطف الناس في كل بقعة من العالم حتى لو كانوا يعبدون البقر ويتبركون بالحجر. .
فما أن استشهدت ابنة وطنه الصحفية الفلسطينية شيرين ابو عاقلة حتى أطلق العنان لفتاواه في التفريق بين الترحم والاستغفار لأنها مسيحية، وذلك في محاولة صريحة لإبعاد الشبهات عن الجاني، الذي قتلها مع سبق الاصرار والترصد. .
وما أن انتقل السلطان قابوس بن سعيد إلى رحمة الله، حتى أطلق (جرار) نيرانه المسيئة ضد الرجل الذي أصبحت عمان في زمنه واحة أمن وأمان تستقطب القاصي والداني بسلام القوة لا بسلام الضعف. .
وما أن دخل اللبنانيون في مواجهات صريحة مع اسرائيل حتى انهال عليهم بمدافعه الطائفية واتهاماته الفقهية المستمدة من مستنقعات التخلف الفكري والتخبط السياسي. .
وما ان دخل الحوثيون في الصراع اليمني حتى تفجرت مواهبه في التشكيك بالمذهب الزيدي. .
وما أن بانت ملامح النمو والازدهار في العواصم الخليجية حتى شن عليها حملة شعوبية عدوانية، كال لهم فيها اتهامات ملفقة، وجاءت حملاته ضدها مع علمه المسبق بتعداد الفلسطينيين الذين يعملون هناك. وذلك في مساع خبيثة يُراد منها تضييق الخناق على أبناء جلدته في ملاذاتهم الآمنة. .
وظل (جرار) يمارس هوايته في استعراضات هستيرية مسرحية شتامة ووقحة، ويوجه كلامه لجمهور مقهور، نهبت أرضه، ودمرت مدنه، وتكالبت عليه القوى الشريرة. .
وما أكثر الفتاوى والمحاضرات التي سعى من خلالها (جرار) لجر الشعب الفلسطيني إلى صراعات لا علاقة له بها، وليست في رقعة جغرافية قريبة منه، ولا تعنيه بشيء، والغريب بالأمر أنه يقف دائما ضد الطرف الذي يناصر الفلسطينيين، ويختار مسارات طائفية للطعن بالمناصرين وتأليب الشعب الفلسطيني ضدهم. .
ختاماً نقول: لا يختلف إثنان على أن إشعال فتيل الفتنة بين شعوب المنطقة والتحريض الطائفي من أهم أدوات القوى الدولية الشريرة التي اعتمدت عليها في تحقيق هدفها الوحيد: (فَرِّق . . تَسُدْ). أو (divide and conquer). .
وللحديث بقية. . .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط