بسمه تعالى .. ليس مِنّا العاصي لقيادته.
بقلم : جليل النوري ..
لفت انتباهي يوم امس الضجة الكبيرة في موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك بخصوص المخالفة التي قام بها بعض افراد جيش المهدي من منطقة الكرخ، وما صدر بحق مرتكبيها مؤخراً من بيان، وما لحق ذلك من مهاترات وشد وجذب بين الصدريين انفسهم مع شديد الاسف.
وهنا كان لزاما علينا التعليق على ذلك وبنقاط مختصرة وواضحة:
النقطة الاولى:ان مخالفة أمر القيادة والخروج عن ثوابتها من اي شخص كان، قريبا للقائد او بعيدا عنه، فردا كان ام مسؤولا، هي مخالفة بحد ذاتها، لا يمكن الوقوف عندها وتبرير فعلتها لصاحبها، وعليه فان مرتكبها يتحمل كافة التبعات والعقوبات، شاء من شاء وأبى من ابى.
النقطة الثانية:لا يمكن لاي فرد ان يجعل من تاريخه او مواقفه شمّاعة لتعليق أخطاءه عليها، ومبررا وذريعة لمنع الاخرين من انتقاده حين يخطأ، فكثير من الذين كانوا يسيرون خلف السيد الشهيد الصدر وصوروا معه أصبحوا من ألد اعداء ابنه، وكثير من الذين حملوا السلاح مع ابنه يوما ما أصبحوا من اكثر المعاندين له لاحقا، فلا التاريخ يشفع للعصاة، ولا حمل السلاح ينفع المسيئين، والا لو كان المقياس الصور وحمل السلاح لكان قيس والطباطبائي سادة القوم وقادتهم.
النقطة الثالثة:ان السير خلف قيادة السيد مقتدى الصدر هو سير طوعي لا جبري، فمن شاء منكم ان يؤمن فليؤمن ومن شاء منكم ان يكفر فليكفر.
النقطة الرابعة:ان الإيمان بقيادة السيد مقتدى الصدر والمضي خلفها ليس محصورا بكونه ابن السيد الشهيد الصدر كما يرى البعض ذلك، إيمانا منهم بقول المعصوم بما مضمونه: (يُكرَمُ المرء في ولده)، إنما الإيمان بها جاء على خلفية مواقفه الشريفة الأصيلة النابعة من الحرص على الدين والمذهب والوطن، ولو كان فقط رفعه لراية الجهاد والمقاومة بوجه المحتل الغازي لكفى شانية له ومكانة امام الله والتاريخ، ومواقفه هذه هي التي دعت أنصاره تسير خلفه وتطيعه في السراء والضراء وليس فقط كونه ابن مرجعهم ووليهم، والا لو كانت مواقفه بمستوى اقل من الذين باعوا وطنهم ومذهبهم لكانت قواعده الشعبية خارج سرب الطاعة والموالاة، فالتفتوا لذلك وافهموا.
النقطة الخامسة:من العيب كل العيب ان نجد من يبرر اخطاء الاخرين ويدافع عنها، بحجج واهية وسخيفة، غير ملتفت الى المصلحة العامة والضرر الذي قد يلحقه بها ذلك التصرف الارعن والطيش والاستخفاف بأوامر القيادة.
النقطة السادسة:اننا عهدنا اتباع الحوزة الناطقة المجاهدة انهم لا يجاملون على حساب الحق ولا يهادنون، ومن رضي لنفسه المجاملة والمهادنة فلا يدّعي الولاء والانتماء لهذا العنوان الشريف، فالحق والباطل نقيضان لا يجتمعان.
النقطة السابعة: وهي نقطة مهمة جدا، ان القيادة الأصيلة الوحيدة التي هي واجهة التيار الصدري وعنوانه هي قيادة السيد مقتدى الصدر، وما دونها هي عناوين جاءت بالملازمة، وما عُرِفَت عند المجتمع ولا اشتهرت لولاه، وعليه لا يزمر ويطبل البعض من السذج للاخرين بعنوان القيادة، حتى لا يصاب البعض بداء الغرور الفارغ والتكبر الأعمى، وفي مقدمتهم كاتب هذه الكلمات.
وهنا وفي ختام هذه الأسطر اتوجه بالكلام الى كل مخالف وعاصي ومفسد ومقاول ومنشق، كان في يوم من الأيام محسوبا على هذا الخط المبارك ان يعود الى رشده ويحكم عقله ويرجع الى جادة الصواب ويلتزم بنهج هذا العنوان الشريف الذي خط مسيرته شهيدنا الصدر المقدس بـدمائه الطاهرة ودماء نجليه والثلة المؤمنة من الشباب الذين ذادوا وجاهدوا واستشهدوا تحت لواءه في حياته وبعد شهادته.
اللهم ثبتنا على طريق الحق، ولا تزحزحنا منه وان قلَّ سالكيه.
جليل_النوري
يوم الثلاثاء الموافق للتاسع عشر من شهر ربيع الاول للعام ١٤٣٥