وزارة الداخلية مسؤولية تستحق التضحية
بقلم : حسين المحمداوي ..
لا ينقطع الحديث عن وزير الداخلية الحالي الفريق عبد الأمير الشمري الذي يعمل في الميدان ولا يفكر فقط كونه وزيرا بل ضابطا تقع عليه مسؤولية جسيمة ومعقدة في بلد مثل التحدي الأمني لحكوماته المتعاقبة هاجساً مقلقاً خلال سنوات المحنة التي كان الإرهاب فيها يضرب ( يمنة ويسرة ) ويقض مضاجع المواطنين الآمنين ، وإستمرت المواجهة مع الإرهاب لعقد ونصف من الزمن وتكللت بهزيمة مذلة وساحقة لتنظيم داعش وداعميه عام 2017 بعد أن قدم الرجال الشجعان في وزارة الداخلية تضحيات غير مسبوقة وهم يقفون صفاً واحداً مع جنود وزارة الدفاع البواسل ورجال الحشد الشعبي وأبناء العشائر والبيشمركة والقطعات العسكرية المختلفة والمتطوعين وأجهزة الأمن والإستخبارات ورجال الأمن الوطني ، وكان لعناصر الداخلية صولات وجولات في مواجهة قوى الظلام وقد فقدت وزارة الداخلية العديد من أبطالها الذين قدموا أرواحهم وجادوا بها للوطن ورسموا علامات النصر المؤزر ولم يترددوا ولم يتراجعوا ولم ينكسروا فمنهم الشهيد ومنهم الجريح ومنهم الذي رفع علامة الإنتصار وراية المجد والخلود .
وكانت هذه التحديات سبيلاً للدراسة بعمق والإستفادة منها لتكون برنامج عمل لتطوير قدرات الداخلية ومؤسساتها العاملة في الميدان بالإضافة إلى دورها الحيوي في حفظ السلم الأهلي ومتابعة شكاوى المواطنين وملاحقة عصابات الجريمة المنظمة والتجاوز على المواطنين وحربها على تجار المخدرات وعصابات النصب والإحتيال والسرقة وسواها من قضايا تحدث في كل مجتمع وكل دولة وتتطلب جهداً وتضحيات وخسارات فقد كان لها دور متقدم في محاربة الإرهاب والعنف والعدوان الذي مارسته تنظيمات إرهابية كداعش وقبلها القاعدة وتنظيمات مسلحة تمارس دوراً سلبياً وتخرب المجتمع وتهدد وجوده وسلامته وكان لابد من وقفها مهما كان الثمن .
وهنا كان الحديث الدائم عن نوع الشخصية التي تتولى منصب وزير الداخلية حيث تشير المعطيات على الأرض إلى الدور الذي نجح في أدائه الفريق الركن عبد الأمير الشمري الذي مثل جيلاً شجاعاً لا مثيل له إستطاع تطوير مديريات الوزارة بالشكل الممتاز والمهني حيث عمل بكل دأب وعطاء ومهنية على إنجاز برنامج واضح ودقيق ومتوازن يعتمد آليات وبرامج تعتمد مقاييس ومعايير دولية وخبرات وعقد بروتوكولات عمل مع وزارات الداخلية في بلدان عربية وأجنبية إضافة إلى العلاقات مع مجلس وزراء الداخلية العرب إضافة إلى التعاون مع الوزارات الأخرى في العراق التي تبذل جهداً كبيراً ومتوازنا للتمكن من إنجاز البرنامج الحكومي الذي أعد في إطار ما تقوم به حكومة السيد محمد شياع السوداني التي تعمل ومنذ اليوم الأول لتشكيلها على تحقيق متطلبات ذلك البرنامج وتقع عليها مسؤولية كبيرة في تحديد الأولويات وتنفيذها على أرض الواقع حيث تبذل مؤسسات الدولة جهوداً مضاعفة للوصول إلى أعلى مستويات النجاح والتفوق في إنجاز المشاريع الخدمية وتلبية متطلبات المجتمع .
وزارة الداخلية نجحت في تلبية متطلبات عملها وقدمت نموذجاً رائعاً يستحق الثناء وأثبت الوزير الفريق عبد الأمير الشمري إنه أهل للمسؤولية ، وتمكن بقدرات وخبرات متراكمة من تحويل الوزارة إلى خلية نحل تعمل ليل نهار لإنجاز معاملات المواطنين في دوائرها المختلفة كما في دوائر الجنسية والجوازات والبطاقة الوطنية وسواها من دوائر . تبقى وزارة الداخلية النموذج الأمثل في المثابرة والتحدي .